أنا ربيع…..
إذا هبّ الهوى،
قلبي للنور نافذة
وأُغلق يداي متى المساء استوى،
أزرع في الروح نداءا للشمس
وأُخبئ في صدري مطرا
لا يُفشي سره سوى النفس
لأنها له مثوى…
أسقي به زهر اللّيْلك الندي
كي أُهدي عطره مع هدأة شعري،
ثم أعود إلى ذاتي
لأَحيَى بدون شكوى،
وأنا صيف…..
لهيب يتشكّل من نظرة
ومن الكلمات إذا احتدمت
أُشعل صمتي كي أقْوَى
فأُقَدِم كأسي الأولى
من الرضاب والنفس نشوى،
وأنا الصّهباء…..
تلك النار التي تشتهي الهَمس
أُسافر بها على أثير الجوى،
أصُبها نَغَما
بكأس راحٍ من يدي
على شَفة ليلٍ من العشق اكْتَوى،
وأنا خريف…..
أهُز أغصاني
كي لا أحمِل ثِقل الأمس،
أَتخَففُ من أوراقٍ
كانت قيدا على الروح تَلوّى
كانت وجَعا…
أو كانت ذكرى تمُر بلا معنى،
أتساقطُ…
كي أنهض أخف
وأرحل نحو الأجمل
لأني امرأة تعشق وتهوى،
وأنا شتاء…..
أُرتب صمتي على الأيام
أدفن وجعي في حُضن الطقس
أكتب ذاتي على الثلج
وأُذيب جليدي حين أُريد،
فلا أُهزم…
وأكون دائما الأقوى
ألبس حكمة ماء
لا يُؤذيه تغيُر حال
فهو جاحد لكل القوانين
ولِأَصل الحياة احتوى،
هكذا أنا…..
امرأة بأربعة فصول
امرأة تحمل على كتفيها المواسيم كلها
تهَب الحياة كل جميل
في نفسها انطوى
للربيع عطرها
وللصيف دِفؤها
وتخبئ للخريف والشتاء حكمة:
أن البقاء للّتي تُحب وتهوى
قصيدة من ديوان: عود بلا وتر