ملعونٌ ذاك الفنجان الصباحي
حيث يغري النساء على الافتراء
يأكلنَ من لحمِ الرجالِ
يَقدُدنَ قميص عفتهِم
حكايا العرافاتِ الكاذبات
يحلِّلنَ فنجانَ القهوة الأثيم
بعدما ارتسمت بقايا القهوة عليه
يرسمنَ المغامرات المزعومة
يحوِّلنَ الرجلَ المحبوبَ لذئب
لوحشٍ انتهازي لمفترسٍ
إن وقعت بحبهِ فتاة جميلة
يحولنَ غيرتهن لوسواس
يقمعنَ القلب الطاهرَ من النبض
يترجمنَ غِلَّهنَّ لاتهامات
نساء المدينة لم يمتن
صويحبات زليخةُ ما زِلنَ
يقطعنَ أيديهن من خلاف
ويَبتُرنَ الحكاية كما شئنَ
مسكينٌ ذاك الرجل الذي
سقطَ حظهُ في مجلسهنَ
يَلُكنَهُ بأنياب الكلام
ويملأنَ قلبَ الفتياتِ غيظا
مجالسهن كلها لعنات
حديثٌ عن المغامرات
والافتراسات المزعومة
بريء يوسفُ في حكاياهن
وحتى الذئبَ لم يكن يوما لغواية
رمزا للعفةِ كان والبِّرِّ بوالديه
لم يكن لسرقة قُبلةٍ أو حضن
لم يكن يوما إلا ملاذا
ملعونٌ ذاك الفنجان الذي
يجمعهنَّ في مجالس اللعنة..