خُذوه إلى المِقْصلَة . . قصيدة للشاعرة سناء سقي
1 – مٌؤامرة
كُلّ الخُطط كانت أساسية وموادَّ تعديل . .
جِذريّا جَوهريّا رسميّا . .
فارِقُ تَمَيُّزِ الرِّبحِ صَريح ؛
لكنّ مَنْطِق الأفعال فادِحٌ فاضِح .
خُذوه إلى المقصلة
2 ـ شاهدان : القلم والقرطاس
تاريخ أفكاره يُجزِمُ أنّ بِنيتَهُ مُجَرَّدة . .
يسيخُ . . تشيخُ العِباراتُ تَتَرَهَّلُ في قبضة المعنى
يَصوغُ أصواتا تزدحمُ . . تتلعثم . .
وِجهَةُ نظر، سِعَةٌ ساعةٌ، مُساءلة . .
ثُمَّ المِقصلة
3 ـأنثى
ليست عَاهرةَ المعاني ولا عابِرَة المَجازات . .
لا ثانِيةً عِطْفَها لِتُضِلَّ ناسِكاً عن عقيدة القصيد،
ولا مُحَمّلة . . تَطرُقُ رُؤوس الهَمَزاتِ بمَقامِعَ من حَديد . .
عفيفةٌ، تغيبُ عن الكلام إنْجازا
وينوبُ الصَّمتُ في سِمْتِ المقامِ إعْجازا . .
والاستعارةُ مِشكاة . .
4ـ عِفَّة
تلك القصيدة التي شاخت . . تُمسي شامخة الظِلال،
لا تنزِعُ شيبها الرَّابِي عن صَدْغَيْ القلم . .
لكنّ هذا الذي هو مَهين . .
مُصطَنع اللَّهَاة اغتالها في مَوضِع النُّطق . .
5 ـ شاعرٌ في تَفَشّي الشِّين
أَزَّ قَرينَه ليُداعب خصرها . .
كُلّما تمتم تعويذاته بين ثناياه تَسوَدُّ وُجوهُ القِرطاس . .
تَبْيَضُّ عُيونُ الحِبْرِ،
يَتَلَقَّفُ القَلم صَلْصَلة الألسِنَة . .
لا لِلْمَهزلة
6 ـ مُساءلة
فَقَأَ عَينَها بسَبّابَتِه الواحدة الوحيدة . .
صاحتْ صادُها : كيف تَجَرّأَ عليها . . ؟
أَلَم يَعلَمْ أَنَّ قافَها مُسْتَعلِيةٌ قَاتِلَة . . ؟
أَلَم يَعلَم أَنَّ يَاءَهَا يَمٌّ يُنْسَفُ فيه رَمَادُ الغَدر . . ؟
لا مِسَاسَ خُذوه إلى . .
7 ـ مِقصَلَة
لا مُقَام له، لا ولا قَيْدَ نَقْطِ الدَّالِ وأنَّى أن يُعْجَمَ ذَيْلُها . .
يَدُها مُخَضَّبَة الأنامل بِقَسوَة الحقيقة . .
رُفِعت . .
تَتَرَنَّحُ في استعلاء الطَّرْقِ أصواتُ القَلْقَلة . .
طَاقْ قْ قْ . . طَاقْ قْ قْ . . طَاقْ قْ قْ . .
خُذوه إلى المِقصَلَة . .
سناء سقي / المغرب
من ديوان ” كحلم على ناصية الموج ” (شعر وتشكيل)
لوحتي المرافقة للنص ” رأس الشاعر “