” خارج نطاق” الحنين قصيدة للشاعرة الفلسطينية : وفاء داري
اللوحة الفنية هي إحدى أعمال سفير الفن الفلسطيني جمال بدوان
(١)
شكرًا لكَ…
لأنكَ كَسرَّتَ المرايا ..
بوجهٍ بارد كأرصفةِ الصّقيع
وتركتَ الكرامةَ تتدلّى من حافَةِ الصمت
كجرحٍ لا يتذكّر من أين نزف
(٢)
شكرًا لنقض الوعد
لأن الوعودَ التي تُكمل طريقها
من فرطِ الطاعةِ تموت
يا ابن قلبي…
الكرامة ليست بالترف
(٣)
يا رجيعَ فرحي من بعد منفاه
يا ربيعَ عُمري في خريف اليدين
كنتَ فصلًا واحدًا في تقويم القلب
وها أنتَ تُطفئ السنين جميعَها،
بشمعةٍ واحدةٍ من النسيان
(٤)
وهبتُكَ القلبَ، فبعثرتَ نِياطَهُ
كأنكَ تُجرّب رياحَكَ الأولى
أنا التي جمعتُ من فتات غيابكَ
لغةً تتهجّى صراخَها كلَّ مساء
(٥)
حفظكَ الرحمن
ووداعًا لا ظلَّ بعده
فقد أخذتَ معكَ قُوتَ فَرَحي
وتركْتَ ما يُشبه العدم
صرخة تقيأت صَداهَا على الورق
(٦)
لن أقولَ: أنا بالجوار،
ولن أترُكَ النداءَ يتعثّر عند العتبات
لقد تعلّمتُ أن الأبوابَ تفقدُ ذاكرتها
حينَ تُقرَعُ مرارًا وتَكرارًا
وتتحوّلُ من ممرٍّ إلى جدارٍ صامت
ومن وعدٍ باللقاء
إلى حجارةٍ لا تحفظُ وفاء الغياب
(٧)
أنا الآنَ.. خارجَ نطاق التغطية
أبحث في داخلي عن شارةٍ أُخرى
علّني أسمعني دونَكَ
(٨)
وفي الوداع اكتشفتُ
أن البقاءَ ليس دومًا طَوقَ نجاة
وأن الفقدَ أحيانًا
هو الطريقة الأجملُ للعودة إلى الذات.
وفاء داري/ فلسطين