بين القداسة والحرية

صورية حمدوش /

القداسة وقدسية الأماكن والأشياء وحتى الأشخاص هي أفكار غرسها من يريدون أن يجعلون الحياة صنمية وهؤولاء يتناسلون ويظهرون في كل حقبة تاريخية بوجه جديد وحلة غير معهودة ، إلا أن الكثير يربطون الحياة الصنمية بعهد هبل واللات والعزى ، ووالله إن هبل موجود بيننا وفينا أيضا وقد لانلمسه في ذواتنا وهو الأنا التي تتعاظم فينا فلا نبصره ، وأجمل الطرق لتنزع عنك جلباب القدسية والقداسة أن لا تطلق الأحكام عن الآخر ، إذا كان هذا الآخر هو نفسه منهمك في رحلة بحث عن كوامنه وأسراره التي أودعها الله في روحه ، فكيف تستطيع أنت بكل بساطة معرفته ؟ ومعرفة وجهات نظره والتي هي غير ثابثة خاضعة لقانون التغير الكوني ، و هو جزء منه وجزء من رحلة بحثه في أغوار هذه الروح وإلى أي مدى استطاعت استرجاع نسختها الأولى التي ران عليها من عوامل كثيرة من المجتمع والعالم ككل ، حتى يستقيم إلى الدرب القويم أو الحقيقة التي هي أصلا مفهوم فضفاض كل يملك عوامله بحسب الاحداثيات التي وصل إليها ليبني هندستها الفراغية بما يلائم تطلعاته و أهواءه لا شيىء ثابت فكل الحقائق هلامية نشكلها بعجينة أفكارنا وأخيلتنا ، فقط الحرية هي المذهب الوحيد الذي يؤذي إلى إماطة كل العوائق بطريقنا طالما حريتنا لا تقوم على إيذاء الآخر ، فالحرية تشبه فعل الرقص والتحلل من الكوامن النفسية التي حاصرتنا وطالما الرقصة إبداع فني يدخل السعادة للنفس ويمتع الآخر بالفرجة ولايؤذي الذوق العام فهو أحد الأساليب للتناغم الحقيقي مع الكون وهذا كله يصب في المنبع والفطرة الأولى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.