كم من الجرائم الثقافية ترتكب باسم (اللجنة)

مجدالدين سعودي. المغرب

 

استهلال

 

لقتل الابداع يختبئون تحت أسماء كبيرة (فدرالية الكتاب، اتحاد الكتاب، أمواج الابداع، بيوت الفكر والشعر والنثر والحكمة…)، ولإخفاء براغماتياتهم وزبونيتهم ومحسوبيتهم يخترعون لجن للنظر في المشاريع الثقافية بقلة نظر، فيلصقون كل شيء باللجنة ويتخذون قرارات فوقية باسم اللجنة، ويسيرون اللجنة بمقاييس كبتهم وأنانيتهم ومصالحهم الحزبية وعلاقاتهم ببعضهم البعض، فينشرون للتافه ويقتلون كل ابداع حقيقي وحي.

 

1 افلاس أخلاقي وثقافي

 

هناك افلاس أخلاقي وهناك افلاس ثقافي، وهما معا مرتبطان بوجود نخبة تختبئ خلف اللجنة لتمرير مشاريعها ومشاريع من يصطفون خلفهم.

قال علي بن أبي طالب: (إن كان لا بد من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال).

ونقول لأصحاب الموضة ما قاله العالم توماس هنري هكسلي: (أساس الأخلاق أن تمتنع نهائيا عن الكذب) .

ينصحنا الأديب والإعلامي المصري أنيس منصور: (في الموضة إمش مع التيار .. في الأخلاق كن كالصخرة)

ويرثي أمير الشعراء أحمد شوقي أصحاب الموضة والموجة واللجنة:

 (وإذا أصيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتما وعويلا)

 

2 زبونية

 

ينشرون باسم (اللجنة) لأصدقائهم وصديقاتهم، التفاهة والسخافة والبلادة

وتجيبهم مي زيادة: (من خساسة النفاق أنه يتكلم بلهجة تحاذي الصدق ويتلون بلون الواقع المحسوس).

 

3 عهر

 

باسم الثقافة، يقول مثقف انتهازي:

 (اللجنة)هي من تتحكم في النشر

فاكتشفنا أن (اللجنة) هي العهر.

المثقف الانتهازي تنطبق عليه مقولة ويليام شيكسبير: (بعض البشر يتحدثون بثقة عن الطيبة ويمارسون النفاق بمنتهى الابداع)

 

4 نفاق

 

يتأبط المثقف الانتهازي كتبا بالية صفراء وحمراء وخضراء، تسر الناظرين… يكون (لجنة)..

يستحم باللجنة…

يزهو بلجنته..

يغتصب لجنته…

يعيش مع لجنته الحب السادي والمازوشي، يمارس مع لجنته الاستمناء، ويبتسم كلما استشهد مثقف…

يفرح بالتفاهة ويصلي في الشرق والغرب، متسولا ومتوسلا…

يحمل شعارات ولجنة خيبات…

يقول علي بن أبي طالب: (نفاق المرء من ذل يجده في نفسه)

5 (اللجنة)

 

ولقتل كل ابداع ثقافي، تأكد أن وراءه لجنة وموجة وموضة وزبونية وعلاقات ومصالح.

بتهكم يهتف العالم الأمريكي فريد ألن: (اللجنة … مجموعة من غير المستعدين تم تعيينها من قبل غير الراضين بهدف تنفيذ ما ليس ضروريا).

وأستحضر هنا رواية (اللجنة) لصنع الله إبراهيم، حيث أبدع في وصف (اللجنة) المخيفة والمسخ والشبح التي تراقب الكل وتدجن الكل، وهي لجنة كريهة ومقيتة لا تساوي شيئا، فهي موجة عابرة وموضة عادية سرعان ما تتتلاشى في واقعنا الثقافي المأساوي.

 

خاتمة

 

قديما كنا نقول: إذا أردت قتل مشروع، فاخلق له لجنة.

يقول الأديب الأمريكي الساخر مارك توين: (اذا شعرت بأنك قليل الأدب فأنت مؤدب، لأن قليلي الأدب لا يشعرون).

ونقول لكل أصحاب (اللجنة): انكم لا تشعرون بهموم المثقفين الحقيقيين.

 

مجدالدين سعودي. المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.