” مَلْحَمَةٌ شِعْرِيَّةٌ طَوْقٌ وَتَوْقٌ” قصيدة للشاعرة : رشا الحسيني

الشَّاعِرَةُ تَقُولُ :
وَأَنَا الَّتِي فِي جِيدِهَا
كُلُّ الْحُرُوفِ
تُلَفُّ حَوْلَ الْمِشْنَقَة
وتُسَائِلُ الْوَجْهَ الْجَمِيلَ:
أَيَا حَبِيـبِي
حُلَّ خَيْطًا مِنْ خُيُوطِ الشَّرْنَقَة!
لَكِنَّنِي رَغْمَ الْخِنَاقِ أَقُولُ:
لَنْ لَنْ أَنْحَنِي أَبَدًا لِأَخْرُجَ مُعْتَقَة
سَأُمَزِّقُ الْخِيطَانَ رَغْمَ مَخَافَتِي
أَنْ يُجْرَحَ الْقَلْبُ الَّذِي فِي الْبَوْتَقَة
وَأَظَلُّ أَغْزِلُ فِي الزَّمَانِ حَرِيرَةً
مِنْ وَحْيِ شِعْرٍ وَالقُلُوبُ مُمَزَّقَة
لَا لَنْ يَنَالَ قَصِيدَتِي أَوْ غِنْوَتِي
إِلَّا بِأَقْمَارٍ تُهَلِّلُ بِالرُّقَى
مَنْ يَشْهَدِ الحُبَّ الْقَدِيمَ يَصُمْهُ لِي
وَلَهُ الْجَزَاءُ مُبَارَكًا وَمُوَفَّقَا
إِنَّ الْحَبِيبَ لِمَنْ يَصُنْهُ وَيَرْتَجِي
يَكْفِيه أَنَّ الْحُبَّ حَقًّا مَنْطِقَا!
الحُبُّ فَلْسَفَةُ الْوُجُودِ شَجَاعَةٌ
حُرِّيَّةٌ لِلرُّوحِ… نَارُ الْمحْرَقَة
وَكِتَابُهُ وَرَسُولُهُ قَلْبٌ
تَفَتْـتَقَ بِالْغَرَامِ تَمَزَّقَا
تَعْلُو بِهِ..يَعْلُو بِهَا
نَحْوَ سَمَاء بِالْبُرُوجِ مُنَمَّقَةْ
وَتَرَاهُ قِدِّيسًا كِقَيْسٍ
بَيْنَمَا يَهْوَى الْمَوتَ
وَفِي الْحَيَاةِ مُؤَرَّقَا
فِي قَلْبِه سَهْمٌ تَخَضَّبَ حَانِيًا وَالسَّهْمُ أَشْفَقَ
وَهوُ لَا مَاأَشْفَقَا
يَأْبَى الْخَلَاصَ بِغَيْرِ لَيْلَاهُ الَّتِيمَا أَنْبَتَتْ حُزْنًا وَإِلَّا أَوْرَقَا
وَالْعَامِرِيَّةُ فِي الْغَرَامِ كَبُرْدَةٍ
نَسَجَتْ خُيُوطَ الدَّهْرِ مِسْكًا مُعْتَقَا
نَحْنُ هُمَا رَغْمَ الزَّمَانِ فَإِنَّنَا
سَنُقَبِّلُ الْجُدْرَانَ لَوْ تَتَشَقَّقَا
وَنُنَادِي لَيْلَى فِي الْفَلَاةِ وَنَشْتَكِي
وَيَظَلُّ قَلْبُ اللَّيْثِ مِنْهَا أَرْفَقَا
الْفَارِسُ يَقُولُ:
أَقِمِ الصَّلَاةَ بِمَعْبَدِ الحُبِّ الَّذِي
سَكَنَ القُلُوبَ وَقُصَّ عَنِّي مَا جَرَى
إِنِّي الخَلِيلُ وَخَلِّ قَلْبِي لَيْلَتِي
مَنْ قَالَ إِنَّ الْحُبَّ نَارٌ وَقِرَى
إِنَّ الْعَذَابَ بِحُبِّ لَيْلَى جَنَّةٌ
وَتُبَاعُ فِي قَلْبِي الضُّلُوعُ وتُشْتَرَى
يَفْدِيكِ قَلْبِي إِنَّ رَغْبَتِي دِيَّةٌ
فَأَنَا القَتِيلُ فَأَنَّى مِثْلَكِ أَنْ أَرَى
وَسَمَائِيَ نَجْمٌ قَدْ يُؤَرِّقُ سَاحِرًا
فَيَقُولُ بُرْجُ الثَّوْرِ حَازَ المُشْتَرَى
إِنِّي أَعُوذُ بِحُبِّ قَلْبِكِ بَيْنَمَايَ
أْبَى الْفِرَاقَ وَيَسْتَبِيحُ الْمَغْفِرَة
وَصَلَاةُ قَلْبِي فِي الْغَرَامِ شَفِيعَتِي
عِنْدَ الإِلَهِ وَا رَحْمَتَا فِي الْآخِرَة..!
أَوْدَعْتُ قَلْبِي فِي السَّمَاءِ وَحُبَّنَا
فَغَدَا يُسَبِّحُ لِلْإِلَهِ مُكَبِّرَا
وَغَدَتْ عُيُونُكَ فِي سَمَائِيَ نَجْمَةً
حوراء تَنْظِمُ فِي اللَّيالِي الْمُقْمِرَة
وَالرِّمْشُ يُسْجِي فِي فُؤَادِي غَيْمَةً
فَلْتَحْيَ أَرْضًا بِاللَّآلِئِ مُمْطِرَة
سَيْرًا إِلَيَّ وَيَهْفُو قَلْبِي
لِلَّتِي قَالَتْ أَتَيْتُكَ…
قُلْتَ إِنِّي مُقْبَرَا
الْحُبُّ دِينِي وَالصَّلَاةُ بِهِ غَدَتْ
بَيْنِي وَبَيْنَكِ بَيْنَ حُبِّكِ وَالْوَرَى

 

من ديوان الشاعرة والفارس للشاعرة المصرية رشا الحسيني
عضو اتحاد كتاب مصر
شاعرة فصحى وكاتبة مسرح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.