” من ضلعكِ خلقتُ” قصيدة للشاعرة الأستاذة:عتيقة هاشمي

 

بتِّ على الدوام غائرةً في المدى
مستوطنةً مملكة القلب والكبد
في وجداني اسمكِ منقوش
كما الوشم على ظاهر اليد
أنا عاشقُكِ منذ الأزل
هواكِ حيّ ما دمت أحيا
حدَّ الغرق..
إني أغرق.. أغرق..
يا كل الحاضر والماضي
يا عمر العمر..
منذ البدء، وانا أجذفُ في بحر عينيكِ
أزدادُ فيهما غرقا..
معبودكِ أنا..
يا بلقيس..
يا أحلى نساء الأرض
لو كان نزار حيا، كنت أهديته من عمري السنوات
أقايِضُه بها لأجل قصيدة أهديك إياها..
ليتني كنت شاعرا..
كنت كتبت فيك القصائد التي ماتزال في رحم الكون
فمُذ عرفتكِ تَشَكَّل عندي عصر التكوين
ا***ا
لو أني كنتُ العنقاء..
ضممتُكَ إلى صدري
نحترقُ سويّا
نُبعث من رماد
لبنى .. وليلى انا
بل كل الرُّقَيّات
وجميل.. أنت جميل
وإن تبدّا فيك عُمَر..
تعددت الأسماء
واسمكَ واحد
وحيدٌ ألُفُّه في الدِّمَسْق
يسكن لحظي
تعصره الهُذْب قطرا
يشفي مني قذَى العين،
فأبصرُ الكون
نورا يملأ كياني..
أتيه في نجواكَ
في نورانية الكلمات
تُبْعَث من شفاهكَ الوردية..
تذيب ما تبقى مني
جليدا على الرمال.. فلا أكون.
ا***ا
آه! لو كنتُ شاعرا..
ففي صدري تزدحم القصائد
تبتغي الوصال..
انتِ ما انتِ؟
فيكِ التَّعدد
فيكِ التَّفرد
سيدتي ومولاتي
انا قبس من وهجكِ
مذ عرفتك ابتدأ عمري
من ضلعكِ خلقتُ
زيديني من فيض شِعْرك
فَقَلْبِيَ اليوم مثقوب..
تعزف فيه الريح..
زيدني ..
دُمْتِ رذاذا حال اجتفاف القلب
علّميني بعض ما لديك،
فلقد وَطَّنْتُ نفسي ان أتعبد في محرابكِ..
أن أكفر من أجلكِ بكل العرّافات
ا***ا
نِزاري أنتَ..
أعزفكَ لحن الخلود
والناي الحزين يشذو
أنغاماً..
دو، ري، مي، فا،
صول، لا، سي، دو
تُطرب الحياة
ا***ا
لأجلكِ سأهجر السرد..
واخطو حَبْواً في مملكة الشعر
انتِ الحياة..
انتِ النبض..
انتِ الأمل..
انتِ الأرض، والوطن، وبعض مني
انتِ وطني، أينما حللت
نحن مَثنى بصيغة المفرد
أهديكِ ما أهديك..؟
انفاسا مستقطعة من انفاسي
اصرخ.. بها عاليا علّ الإله يسمعني
ا***ا
أنْعِمْ به عاشقا مقداما
وأسْعِد.. انكَ متعبد في محرابي
فالحب لم يكتب في ملة الجبناء
ا***ا
اعترف أني كلما دخلت محرابك،
خلعت نعلي..
وتأدبتُ في حضرتكِ سيدتي
فصلاتي في محرابكِ جنون
وبعض الجنون عشق
ا***ا
قديسة أنا
بل زليخة أنا
أُبعثُ على جدار جنونكَ
ا***ا
زليخة أنتِ 
والمجنون أنا 
فلا تَقُدِّي ردائي..
فأنا أهديكِ إياه حبا
ودعيني أتَبَتَّل في صلواتي
خاشعا.. عاريا بين يديك،
فليلي طويل..
وطريقي.. ما طريقي بدون رفيق.
تَقَوَّلُوا: لَيلُه لذيذ.. أنيق
أخبريهِم أني مِتُّ مرتين..
ودفنتُ مرتين..
وأهالوا عليَّ التراب مرتين..
ورضيتُ منهم..
أن ما كل ما يتمنى المرء يدركه..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.