حزب الإستقلال : من فضيحة مضيان والمنصوري إلى الهجوم على الزومي وخسارة أبرون إلى وساطة ولد الرشيد..ماذا بعد..؟

لوبوان24:نجية العلوي /

أية ريح صرصر عاتية ضربت حزب علال الفاسي وكادت أن تفجره من الداخل..؟

يرى أغلب المتتبعين بأن ماوقع مؤخرا من عنف رقمي ولفظي وجسدي بين بعض كوادر ومكونات حزب الإستقلال، والتي وصلت إلى حد لجوء بعضهم إلى القضاء، يعتبر مؤشرا خطيرا وإنزلاقا تنظيميا وأخلاقيا، وجب التعاطي معه بالصرامة والشدة اللازمين حتى لايستفحل الأمر ويصير من كان يفترض فيهم تأطير المواطنين في أمس الحاجة باش تعاود ليهم الترابي ويتعلموا من جديد الصواب والآداب وكيفية تدبير الاختلاف بين بعضهم البعض تحت سقف واحد.

فبعد سنوات من السكون والجمود في المعارضة، نفضت الإنتخابات الأخيرة غبار الخمول عن حزب علال، فهب عليه نسيم الأغلبية وبركة الإستوزار وتسيير قطاعات وزارية متنوعة – ونسبيا متواضعة.

وعوض استغلال الظرفية وتقوية الجبهة الداخلية وإعادة ترتيب الأوراق لما فيه خدمة المواطنين، ستخرج إلى العلن فضيحة صفع نائب برلماني لزميله في حزب الإستقلال، خلال المجلس الوطني للحزب، تبعتها بعد ذلك فضيحة مدوية أخرى بطلها هاته المرة رئيس الفريق بمجلس النواب وهو يستعرض عبر مكالمة هاتفية مسجلة فتوحاته الجنسية وبطولاته المتكررة في إزهاق الأجنة مع إحدى زميلاته في الحزب، وما رافقها من ادعاءات بالتوفر على صور عارية لها والتهديد بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكد بالملموس الدرجة الصفر في الإنحطاط السياسي والعبث التنظيمي والأخلاقي.

الضحية رفيعة المنصوري توجهت إلى القضاء وإحدى المنظمات الموازية لحزب علال الفاسي دخلت على الخط وتبنت قضية البرلمانية السابقة ونائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وترافعت عنها في بيان تضامني أجج سعار رئيس الفريق البرلماني، فأوعز إلى صبيانه بالتشكيك في التئام المكتب التنفيذي لمنظمة المرأة الاستقلالية وبكون البيان ليس سوى خرجة منفردة لرئيسته خديجة الزومي.

فجاء البلاغ التكذيبي للمنظمة المؤيد للبيان بالإجماع شكلا ومضمونا، لتخرج الكتائب الإلكترونية للتهجم على رئيسة منظمة المرأة الإستقلالية وستطلق عليها عيارين فارغين في علاقة بملفي فضيحة النجاة وملف جماعة الهرهورة، تبعتهما في ذلك إحدى المواقع الإلكترونية التي جلدت خديجة الزومي على صفحاتها.

فخرج أحد كتاب الرأي الإستقلاليين ليقلم أظافر كاتب المقال ويعيده، حسب بعض الاستقلاليين:” إلى حجمه الطبيعي ويذكره بأبجديات الكتابة الصحفية وأخلاقيات المهنة.”

وقع الشرخ داخل حزب الاستقلال، وتوالت دعوات التضامن مع الزومي في الحملة المسعورة التي تعرضت لها، واشتد الخناق حول طوق مضيان فقرر تجميد مسؤوليته الحزبية على رأس الفريق الإستقلالي، خصوصا مع بروز شكاية ثانية ضده وضعتها ابنة أخت رفيعة المنصوري بالمحكمة الابتدائية بطنجة تتهمه فيها بالإساءة لأمها المتوفاة منذ عقدين ونصف.

أمام هذه الفوضى الداخلية والإحتقان التنظيمي الذي انضافت إليه الدعوة القضائية التي رفعها أبرون للطعن في اللجنة التحضيرية للمؤتمر 18 للحزب المقرر انعقاده الشهر المقبل وربح نزار بركة لها، سيتبين بأن هذا الغليان الذي يعيشه حزب علال على بعد بضعة أسابيع من انعقاد موتمره الوطني ستكون له عواقب وخيمة ستؤدي به إلى المزيد من التشرذم.

سيدخل عراب الحزب بالمناطق الجنوبية حمدي ولد الرشيد على الخط من أجل رأب الصدع وكبح جماع الصراعات بين مختلف الفرقاء المتطاحنين والدخول إلى المؤتمر 18 على قلب رجل واحد.
فهل سيكتب لهاته الوساطة النجاح والديمومة؟ أم أنها ستكون الهدوء الذي سيسبق العاصفة ويشتت الأوراق ويربك الحسابات؟
إن غذا لناظره قريب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.