” حياةٌ مؤجَّلةٌ وموتٌ منتظر”قصيدة للشاعرة اليمنية : دعاء الاهدل

 

ونحنُ نُحِبُّ الموتَ
كما نُحِبُّ الحياةَ،
ونبني من أكوامِ الرُّكامِ
طُوبَ الحياةِ،
ونزرعُ في ثنايا الأرضِ
زُهورَ البنفسج.

إذا ما نَسِينا صرخاتِ الثّكالى
وأنينَ الأطفالِِ،
كيفَ ننسى ملامحَ النجاةِ
ودموعَ البهائمِ
من تحتِ ردمِ الحجارة؟!
دموعٌ حيارى في مقلتَيها
صراخٌ أبكمٌ،
خوفٌ، ورعبٌ
وحضنٌ تحتوي بهِ صغيرَها
الناجي من الموتِ، للحياة!

ونحنُ نُحِبُّ الحياةَ
كما نُحِبُّ الموتَ،
نودِّعُ- كثيرًا- بيوتًا قُدامى
وذكرياتٍ محفورةً
على جدرانٍ تهاوتْ
كما تهاوتْ أرواحُنا.

وعندَ تلكَ الصخرةِ
يجلِسُ طفلٌ
يبحثُ عن مأوى
يلتحفُهُ البردُ، وتقبِّلُهُ الأمطارُ؛
يسقطُ مغشيًا في نوبةِ شتاءٍ،
وآخرُ يبحثُ
– في شوارعِ الخوفِ-
عن مفقودين…
تحتضنُهُ القذائفُ بغزارةٍ…!

نُحِبُّ الموتَ
كما نُحِبُّ الحياةَ،
ونهَبُهُ شهيدينِ وأربعةً، وخمسةً
وآلافًا…
نزغردُ للحياةِ مرةً أخرى
من أجلِ أنْ نُصلِّي
في ساحةِ الياسمينِ،
ونسمعُ أجراسَ العودة تُقرعُ:
ها نحنُ عدنا يا فلسطين؛
من أجلِكِ نُصلِّي ونبكي
ونهَبُكِ الموتَ والحياةَ!

في ساحةِ الزَّيتونِ
رائحةُ خبزٍ وشهيدٍ
وموتٌ وموتٌ،
ودمٌ يسافرُ بنا
إلى المدى البعيدِ البعيد
ما بينَهُما كفنٌ، ومقابرٌ ليس لها اِسم…

ونحنُ نُحِبُّ الموتَ
كما نُحِبُّ الحياةَ،
أهديناكُم الصمتَ الطويلَ
ناموا كثيرًا
ناموا كثيرًا،
ونحنُ المستيقظون عمرًا طويلًا.

دعاء الأهدل
ذات نضال
اليمن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.