البرلمانية زينب السيمو تكرس ثقافة السعاية بقفة جود بالقصر الكبير

بقلم: ربيع الطاهري/

آليت على نفسي الابتعاد شيئا ما عن التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي Facebook أو خوض مع الخائضين في أمور الشأن المحلي وبعض الأحداث احتراما لهذا الشهر الفضيل، للوقوف مع الذات الأمارة بالسوء لتنقيتها، ومنحها زاد الصفاء الروحي والتقرب إلى ربي والاستغفار والعبادة.
ولكن وأمام فضاعة إحدى الصور على حائط السيدة البرلمانية زينب السيمو متفاخرة بعملها الإحساني الخيري في هذا الشهر الكريم، ولا أبخس حقها كإنسانة في هذا العمل التضامني والتكافلي بالتحفظ، لكون الفعل مرتبطاً بصفتها كنائبة برلمانية رغم اختبائها تحت قبعتها الجمعوية، يجعل عملها ليس بريئا ولا يحمل ذاك الطابع الجمعوي الخالص والإنساني في سبيل الله وابتغاء مرضاته، بل هو عليه ما عليه وله ما له من علامات الاستفهام وخاصة ونحن جميعا نعرف مصدر قفة جود و الجهة الممولة و الداعمة لها .
مؤسف ومحزن، أن تخرج قيم التكافل والتضامن والإحسان من بعدها القيمي والديني إلى الرياء السياسي، بإهانة كرامة المحتاج والمسكين والمعوز، في تجميع الحشود وأخذ الصور والتفاخر على رقاب ذوي الحاجة من المعوزين، ولعل الصور في حائط السيدة زينب السيمو على حسابها ب Facebook شاهدة وفاضحة للواقع من أجل قفة الذل والعار، وترسيخ لثقافة التسول (الساعية) والتبعية للأسف.
نعلم جميعا أن الإنسان أمام الفقر لا حول له ولا قوة إلا بالله، حيث قالها الفارق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه “لو كان الفقر رجلا لقتلته” لأنه يكسر الكبرياء وكرامة المرء إلا من رحم ربي من المؤمنين حق إيمانهم.
كان على السيدة البرلمانية وأنا أخاطبها بهذه الصفة كممثلة للأمة أن تراعي جليا هذه القيم الراسخة في طريقة الإحسان وفعل الخير بنوع من مكارم الخلق وسترة في الفعل، كما يفعل المحسنون والمؤمنون والطامعون للجزاء عند رب العالمين في الدنيا و الآخرة، فقد كان عمر بن الخطاب كأمير المؤمنين يسهر على تكريم الفقير وإكرامه دون الذل ومهانة، وفي عتمة الليل والناس نيام بطرق الدار والمنزل أو الخيمة ويختفي تاركا الزاد (القفة)، يقدم بيمينه ما تخفيه شماله، أو يأمر للفقير من العطاء بعد الاطلاع عن أحواله في التخفي ، وبتسخير جنده أو من يخدمون على بيت مال المسلمين بتقديم ما يلزم من الدعم لهذه الفئة دون رياء وتعال، أو تباهي وحب الظهور، وأخذ الصور و التفاخر كما هو الحال في وقتنا الحالي، وكما تفعل السيدة البرلمانية على منصة الفيسبوك بشكل فج وفاضح ومحزن للأسف أمام اندثار لهذه القيم الإسلامية واختلاطها بالقيم المادية، وتضخم الأنا المفرط، برزت مثل هاته الظواهر الشادة والمسيئة تعلن عن إفلاس تلك الروح العفيفة الكامنة عند المؤمن /المسلم المقدم للإحسان إلا بشرط المن والرياء. أضحت القفة للأسف في زمن النفاق والشقاق في قول الزور والعمل به عنوان الرضى والقبول، والامتنان والتقدير، وقياس درجة الاحترام والصلاح، إلا أنها في الحقيقة هي دليل على الانتهازية والغلو في استغلال الحاجة والفاقة من أجل التركيع والعبودية، التبعية والخنوع، والإهانة والمهانة. تلك هي قفة جود تكريس لثقافة السعاية بالقصر الكبير للأسف، وليس لثقافة الكرم والبدل والعطاء بنكران للذات لقاء مرضاة وجه الله تعالى، وتثقيل الميزان بالحسنات، وفي ذلك حجة القول لخاتم الخلق ومتم مكارم الأخلاق صلى الله عليه، وسلم “عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول “… ورجل وسع اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به، فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ…”.
فأين نحن من هذه المكارم ، كم كان جميل أن تعمل السيدة زينب السيمو البرلمانية الخير والإحسان دون تلك الصورة المقززة وليست المحفزة لتنافس على فعل الخير، تلك الصورة الفاضحة لوجه من وجوه الانتهازية السياسية واستغلال الحاجة وتجميع للجمهور في صفوف متكررة هنا وهناك برقعة المدينة.
لعلي أعرف إحساس الإنسان المحتاج والطامع في تلك القفة رغم المدلة، وأتفهم آثار تلك القفة على الأسر المحتاجةولو من جانبها المعنوي والإحساس بالطمأنينة ،و التشبت بأمل أن هناك من يسأل عن أحولهم، ولكن كم
هو مؤسف أن هذا العمل النبيل والتكافل الاجتماعي والتضامني الإنساني في هذا الشهر المبارك يذهب بأجر صاحبته إلى عدو الله وجه من أوجه الشرك الاصغر به هو الرياء بأخذ الصورة بتلك الصفة الفاضحة وحب الظهور والتباهي بالعطاء والجود وحشد الحشود . فقفة جود لأسف تكريس لثقافة السعاية بالقصر الكبير!!!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.