لا نجاة، من لا نجاة له

مجدالدين سعودي. المغرب

 

استهلال

من زمن التشرد إلى زمن النعمة..

من زمن القبح الى زمن تجميل ما لا يمكن تجميله…

من زمن الفقر الى زمن الاثراء غير المشروع واستغلال النفوذ، فتغيرت السحنات وامتلأت البطون وتم وضع كل أنواع الماكياج والأقنعة على وجوه نقلت البندقية من كتف لآخر.

غابت البهجة عن وجوه يصدق فيها قول عائض القرني: (البهجة: وجه جميل وروض أخضر وماء بارد وكتاب مفيد مع قلب يقدر النعمة ويترك الاثم ويحب الخير).

 

 

1 زوال النعمة وقرب حدوث النقمة

 

البعض ينسى ماضيه، ويتغير مع الزمن ويصبح ناكرا للجميل، وهو كما قال عبد الكريم ناصيف: (الفقير البائس حين يثري فجأة تختل موازينه، عقله يضطرب، مفاهيمه تنقلب…).

حديث النعمة يظن أن 🙁 النعمة نجاة من الفقر)، لكنه ينسى الحكمة العربية التي تقول: (كفران النعمة طريق زوالها، وشكراها طريق دوامها)، ولهذا يقول المثل يوناني: (حديثو النعمة تظل أحشاؤهم مملوءة فقرا).

ان تعوُّد النعمة يؤدي إلى الاستهانة بها، فيتعلم حديث النعمة، وينسى من مد له يد المعونة والمشورة، ومن جعله واقفا صامدا عزيزا بعد أن كان نكرة.

البعض يشعر بالزهو وبحلاوة المناصب والمكاسب والمغانم، فيزداد شرها ونهما، والبعض الآخر يبيع نفسه للشيطان وينسى أصله وفصله. ربما كما قال محمد المنسي قنديل: (النعمة مخفية في طيّات النقمة)

 

2 لا نجاةن لمن لا نجاة له

 

 

ها هو أبو العتاهية ينشد: (قَلَّمَا ينجُو امرُوءٌ منْ فتْنَة ٍ ……………….. عَجَباً مِمَّن نجَا كَيفَ نَجَا)

ولهذا نحذر، حديث النعمة، بلسان الشريف الرضي: (وَرَأى أنْ لا نَجَاة َ لَهُ …. فَمَضَى يَبغي النّجَاة َ غَدَا)

وننصحه بلسان ابن هانئ الأندلسي: (إذا نجا من فتنة ِ الدّنيا امرؤٌ ………….. فكأنّما يَنجو من الطوفانِ)

ويجب ألا ننسى ما نصحنا به فولتير: (الحياة حطام سفينة، ولكننا يجب ألا ننسى أن نغني في قوارب النجاة)

ونهتف مع جورج لاراك: إ(ذا كان الكذب قارب النجاة.. فالصدق شاطئ السلامة).

 

خاتمة

 

قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ…)، وأجمل المكارم هو ما قاله جعفر الصادق: (حسن الخلق أحد مراكب النجاة) مصداقا للمثل الانجليزي القائل: (النجاة في الصدق).

 

مجدالدين سعودي. المغرب

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.