لمن نشتكي ….؟؟؟

 

ضاقت الدنيا على فقراء وطننا العزيز بما رحبت وأضحت حياة أغلبيتهم سوادا في سواد لانور يلوح في الأفق ولابياض يؤثث طموحاتهم المنهوكة وآمالهم الضائعة ولاخيارات أمامهم سوى خيار البكاء على ماضاع وما سيضيع من بقايا ما اكتسبوه عبر عقود من الزمن .
لايسعني وأنا أكتب هذه السطور إلا أن أرثي لحال الأغلبية الصامتة من أبناء شعبنا وهم يصارعون الواقع المعيشي الذي فُرض عليهم بكل تعسف وبدون شفقة أورحمة …
أول النكبات التي يواجهها المواطن المغربي البطالة وغلاء الأسعار الذي طال جل المواد الأساسية، رافقها الزيادة الصاروخية في زيت المائدة التي لاغنى عنها في أي بيت مغربي دون أن يواكب هذا التصاعد الصاروخي في الأسعار سياسة أجرية عادلة ترتفع بموجبها الأجور بشكل يتلائم مع المعطيات المعيشية الحالية.
أضف إلى هذه النكبة ماتمخض عنه زلزال منطقة الحوز الذي يعيش مواطنوها مرارة العيش والدل دون اهتمام الدولة بمصير الأسر التي فقدتها مساكنها وذويها حيث نقضت الدولة وعندها ضاربة عرض الحائط التزماتها اتجاه الضحايا مكتفية بجمع التبرعات بالملايير   ، نكبة أخرى واجهها المواطن المغربي خلال هذه السنة تخص ملف التعليم وتعنت الحكومة في فتح حوار جدي ومسؤول  ناهيك عن الهراوات القمعية التي أكل منها رجال التعيلم لتتحول مطالب مشروعة لفئات قهرها الزمان وأرادت التعبير عما يختلج دواخلها المجروحة إلى مواجهات دموية أظهرت أن المغرب لازال طفلا يحبو في مجال احترام حقوق الانسان وتم ترجيح منطق العصا على سيادة نصوص القانون المكدسة في غرفة الانتظار إلى حين بزوغ شمس الحرية والأمل في المستقبل، مستقبل الأجيال القادمة التي ستحاسبنا على انهزامنا وأول المحاسبين هم أولئك الذين اختاروا مهمة تسيير الشأن العام من أجل اقتسام ماتبقى من الثروة المغربية فيما بينهم.
لقد آن الأوان لنسائل أنفسنا على ضوء كل هذه الانتكاسات المجتمعية، سؤالنا المخنوق في دواخلنا ، لماذا خسر المغاربة رهان البناء في إطار مشروع مجتمعي متكامل ينهل بكل ذكاء من مقومات الأصالة المغربية مع إضفاء لمسة حداثية على العديد من سلوكياتنا داخل النسق الاقتصادي والسياسي والاجتماعي؟
فالذي يحز في النفس ويضع كل الغيورين على هذا البلد في موقع محرج كلما تذكروا واقع المغرب والمغاربة ،هو أن الشعب في واد ومسؤوليه الفاسدين في واد آخر بعيدين كل البعد عن انشغالاته واهتماماته وطموحاته المسقبلية، وكأن هؤلاء المنتخبين والمسؤولين الحكوميين الذين قيل لنا بأنهم من إفراز صناديق الإقتراع يمثلون أثناء تأدية مهامهم بلدان أخرى غير المغرب.
إن عجلة التنمية والتطور في شتى الميادين لايستقيم كمعطى موضوعي إلا بتنامي أصوات من داخل جسم المجتمع المتناثرة أشلائه هنا وهناك لكي تفضح الواقع العفن التي لازالت ملامحه المشوهة تغرينا بالهرب من حضن الوطن والارتماء بين أمواج عاتية قد توهمنا بأنها طريق للحلم المؤجل.

إن المطالبة بالإنصاف والعدل داخل ربوع هذا الوطن المجروح تستوجب منا التنقيب عن الجهة التي تتواضع احتراما لضعفنا وتقبل بعضا مما يختلج نفوسنا الضائعة،
ونظرا لما تعيشه البلاد من نكبات حقيقية في كل المجالات سواء الاقتصادية والسياسية والحقوقية والاجتماعية فإنه أصبح لزاما أن نتساءل مع كل الذين يؤرقهم الوضع المخيف بالبلاد ونطرح بصوت عال : لمن نشتكي ؟ 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.