روضة الجبالي تكتب : قمرة الأمل في صمت الليل


**قمرة الأمل في صمت الليل

في هدوء الليل، تتلاحم جدائل الأنين وآهات الحنين، يغمرني غول الهجر في لياليه. عيناي تعبر عن ألم بلا كلمات، تمطر أشجاني أمواج الظلام بدموع الهمس.

أرسم رؤى حالمة على لوحة الأمل، وأستمد زهور الصبر والتجدد من وسط الصمت. تتألق جمال اللحظات الصامتة في هذا السكون، وتنبت شموع الصمود زهور الأمل من جوفها.

كلمات الغموض تتسلل بين حروف الشوق، تخلق ترابطًا خفيًا بين الروح وصدى اللحظات. تتسلل الكلمات كأنغام ساحرة إلى عمق الصمت، ترسم لوحات روحانية من خيوط الأحاسيس المبعثرة.

في رحاب هذا الهدوء، تشرق شمس الأمل دفءًا، تخطو خطوات اليقين والتفاؤل، وتستمد الروح قوتها من زهور الصبر. هكذا، يتألق قمر الصمت في سماء الحياة، ينثر نوره على اللحظات الصامتة، ويمنح القلب إيقاعًا هادئًا يستريح فيه.

في زمن الغدر، يتلاشى السكون، وتختزل خيانة الأقدار في ظلام الليل. ترقص الكلمات بألحان الخيبة، وتكشف القمرة سرّ الصمت بدموع الخيانة.

لكن في هذا الظلام يشرق فجر الأمل، تظهر آثار الخيانة على وجه الأمل. تتساقط زهور الصبر كرمز للقوة والتحدي، وسماء الليل تمتلئ بلمعان الأمل المتجدد.

في قمة الصمت، يتسع الليل لأنغام الأمل، تتناغم مع تفاصيل الهمس وترقص على لحن الصمت. في هذا الفضاء الساحر، تنبت أحلام الأمل كزهور فواحة، وتلوح بأجنحة التحدي والإصرار في مهرجان الحياة.

في صمت الليل، تكمل السيمفونية رحلتها بألحان الشجن، تشكل صورًا مذهلة من رقص الظلام ولحن الصمت. بين ألوان الفجر، تتسلل الأمل إلى جذور الوجدان، وتشعل شعلة من التفاؤل تحتضن الحياة بقوة.

في هذا الصمت، يتجسد الصبر كفرصة للنمو والتجدد، وتستمر قمرة الصمت في تألقها، تنير درب الأمل في كل زاوية. في زمن الغدر حين يُظلم السماء، يكمن الصمت كدرع يقي من هول الخيبة.

تصمد زهور الصبر وتنثر عبير التحدي في وجه الظلام، وترسم الأمل بألوان باهرة وسط ذهول الليل. كما يغيب الليل ليفسح المجال للفجر الجديد، تستمر سيمفونية الليل الصامت في تحفيز القلب والروح، وتكتب بأحرف الصمت قصة قمرة الأمل في سماء الحياة.

بقلم: روضة الجبالي – تونس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.