بورتريه :رشيد الحجوي المبدع الخلاق ..أمغار الشاشة المغربية

عبد العزيز برعود . المغرب

-1

الحياة ….

مثل النهر لا تستطيع….

أن تلمس نفس الماء مرتين…

لأن المياه المتدفقة …

التي تفوت لن تعود ….

أبدا لذا استمتع..

بكل لحظة في الحياة..

هكذا هو..

مثل النهر الدفاق يندلق ابداعا وعطاء وشموخا.. تفيض ضفاف روحه الوهابة حبا وكرما وانسانية.. بشوشا حد الفرح، فرحا حد الانتصار.. يوزع ابتسامته الساطعة على العابرين عواما وخلانا بسخاء عاطفي قل صبيبه.. يعدي محيطه بالسعادة والرجاء.

حينما تلاقيه يترك فيك انطباعا كيميائيا، أشبه بالتناسخ الروحي الجذاب يشدك إلى نقاء سريرته فتنغمس انت في خبىء فتونه وينصهر هو فيك فضة ماء في انبلاج الفرح ،ثم يتجلى إزاء اندهاشك اشراقة نضاحة تفيض مروءة وإصرار .

هو ذا رشيد الحجوي فنان متكامل ذو نزوع انساني مفرط:

جميل أن يظن بك

الناس خير والاجمل

أن تكون خيرا مما

يظنون.

 

-2

اذ هو المخرج و المنتج والممثل والاعلامي والمبدع الخلاق الذي لبس السينما فلبسته وتلبسته فصارا واياها مشهدا واحدا لكن برؤى مختلفة ومن زوايا متعددة، فالسينما بالنسبة اليه هي الحياة والحياة هي السينما كنا قال مصطفى محمود تبدأ دائما من تلك اللحظة الباهرة التي تفيق فيها على الدهشة..

على الحب..

والأمل والخوف..

واللذة والقلق..

كما قال مصطفى محمود..

ما يعرض على

الشاشة ليس رمزا

للشيء

بل هو الشيء

ذاته، التطابق التام

بين الدال والمدلول

الذي لا يمكن أن

يعبر عنه شيء

أفضل من السينما

 

-3

عبر رحلته والفنية والمهنية الحافلة بالإبداع اختار رشيد الحجوي أن يسلك مسلك التميز والفرادة فكانت واحته الاعلامية منطلقا لمسيرته الفنية و مشتلا لإنتاج وبلورة الافكار واعادة صياغتها وفق خطاب بصري مبتكر ورؤية فنية جمالية متفردة تمتح من عبق التاريخ و اريج التراث بعيدا عن القيم الاستهلاكية المبتذلة عبر تناول عدد من القضايا المجتمعية الراهنة وتحويل الموروث الشفهي من قصص ومحكيات محلية الى لغة سينمائية كونية كسرت رتابة النمطية، ساعيا في ذلك إلى تنويع أساليبه الابداعية وتقنياته الفنية التي تستند حتما إلى موهبة وثقافة عاليتين دفعته رفقة الدكتور بوشعيب المسعودي إلى المساهمة بشكل ملموس من الرفع من مستوى الابداع السينمائي وانتاج اعمال سينمائية ناضجة نالت اعتراف الجمهور و النقاد كفيلم امغار ودوار العفاريت واسير الألم،حيث شكلا هؤلاء المبدعين ثنائيا متفردا في عالم الكتابة و الاخراج والانتاج مؤسسين لتجربة مغايرة ومتجددة وواعية بخطاب الصورة افرزت عن انتاج باقة من الافلام التلفزونية والسينمائية والوثائقية رصعت شاشات القنوات الوطنية والعربية وطرزت اذواقنا بالدهشة والابهار .

بين الفينة والأخرى يطل علينا رشيد الحجوي باشراقاته المضيئة عبر شرفة صفحته الفيسبوكية المشرعة على الحب والإنسانية كي ينثر عبير البهاء في نفوس الحالمين بالضوء ويزرع اقاحي اللوتس في فلوات الظمأ مستخلصا العبر من تجارب الحياة وحكم القدر وهو يردد مع ابراهيم الفقي:

لا تستطيع العطاء بدون حب، ولا تستطيع ان تحب بدون تسامح.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.