” أنتظر الرياح ” قصيدة للشاعر نورالدين بنعيش

 

هاهو الفجرمن بعيد
قد لاح…
بازغا من أساور شرقية
تتعبد على محراب العشق
لروحها تبغي الفوز
و الفلاح
وأنا أمامها على مَصْطَبات
ضجري!
أدمي مآقي وردي
أسكب دمعي في دمعه
مثقلا بالهم والشرود
منغصا بالجفاء
أقرع بالأقداح
الاقداح!
ومن قعرها ألملمُ
بوحا
مليئا بالحنان والشوق
بلغة قاطعة لا تبغي
المزاح
أغزل حروفي
وأنسجها…
أستعيض بها عن صمت
عشعش فييّ طويلا
غطى نثري
وصنع الجراح
أكتب كلمات تتحرش بي
هي منكِ
وفيكِ
أطرٍز بها صدر قصيدة
خرافية!
صورت ُكل شيئ فيها
منك
وخلقت فيها كل شيئ
منك
بعيدا عن ذاتي
أخفيتُ فيها أوجاعي
قوافيها تصد كل السهام
وتقاوم الرماح!
تلك التي رماني بها
غُنج لحاظك
فأغمِيَ عليَّ في بساتين
الجنون…!
مستسلما لجنونك…
مضرجا بالعشق
كأني جندي يرفض المقاومة
والكفاح…
سقطتُ قبل المعركة
فسقطتْ مني يدي
التي أسقطتِ السلاح!
على عجل طول الوقت
وعلى طول السُّرى
أنتظرالرياح…!
لتحملكِ منكِ إليَّ
أُلبِسكِ ثوب هوايَ
وأهديكِ ثغر الأقاحي
يحن علينا نسيم الصبا
بالعسل المعسول
نطلى برضاب الغرام
نضمد الجراح…!
لا نزايل السلو
ولا نفارق الأفراح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.