الشاعر محمد هشوم يكتب: ” ميلاد قصيدة “

تستقبل الورقة العذراء عصارة قلم الشاعر
تتقافز في رحم سطورها أمواج حبره الندي
تعضها في أوج الانغماس
وتعريها من جنود الحياء نقطة نقطة
بين رغوة رعشتها وأنين حشمتها
تجري ريشته تتغلغل خطاها
وتعلن زمن ميلاد قصيدة
كلماتها تنزف حزنا..تحكي قصص الشاعر
 من يسهر الليل إلى ما لا نهاية
محاطا بأشباح معادية وأصوات مزعجة
منفيا في قلب الظلمات
والفجر منتهى صبره النافذ..
يعلق أمله على ما تجود به الحروف
وهو الجائع إلى كرمها
يتنفس هواءها
مصلوبا كالمسيح على أوجاع صمت آلامها
الذي يخرج من أحشائها
نصا مكتوبا بالمتعة واللذة
يستدعي الدهشة و يستحثها على الإخصاب
في علاقتها المستعصية في نشوتها
والتي لا تخضع لقوانين الحميمية المبتذلة
فتخلع القصيدة ثيابها وتتعرى
وتزيل أقفال العفة قفلا قفلا
وتشرب حبر قلم الشاعر وتسكر وتنام
على فراش ما يقال وما لا يقال من هذيانه..
ما ذنب الشاعر إذا خانه النوم
وهي نائمة على فراش سهده
تنتعش في بحر الحبر بدمائه
وتتنفس هواء لذيذ تشظي صبره
أيتها القصيدة !
دجنت كل الفصول وترعرعت في جحور الشهوة
فاخرجي للوجود وتيهي غنجا ودلالا واحلمي..
لا يزال الكلام للحزن والهذيان فبوحي
عسى أن يشرب من لذائذ شهوة أبياتك الشاعر
وينام قرير العين على موسيقى أجراسك…
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.