كما العادة… لم تكن هنا
كنتَ مطلا من شرفة
العجرفة
مرتديا كبرياء لا له داعٍ
و لا مصداقية
لم تكن هنا…
كنت هناك… ممتطيا
سنا البرق
و صهوة غيمة ملبدة
باللامبالاة
متواريا خلف ضباب
من اللامعنى
و لاجدوى الانتقادات
كما العادة…
كلما احتجت إليك
كبّلتَ نسمات الهواء
و أطرقتَ قرون الجبال
من كل الجهات
ذاك المدى الموزع بالتساوي
في الغفوة و اليقظات
حجبت بستائر و جداريات
في وجه الدروب
اعتقلت الخطوات
علّبتَ المرايا
صدّرت المنى إلى منافي
المستحيلات.
غبية كنت بما يكفي
أفتح في الصبح كل الشرفات
وأهذي
أنظف بأهدابي مخلفات
غضب الأنهار
من أوحال مثخنة بطمي الوجع
و ما نفق من أسماك
ذاك الحجر… الأحجار
أحملها بأسنان لا تعرف القطع
لا تنفرج إلا بإذن النبض
و بجواز أعمق الأعماق
لم تكن هنا
ظللت بعيدا… بعيدا… هناك
ترقبني…
تشجيك زفرات الفزع
و حشرجات الضياع
احتجتك!
كم احجتك!
و ما كنتَ…
كل الخمائل… كل الظلال
أدَرْت نحو الهباء
أرسلتَ في ظرف مُشَفر
خريفا ينفض من النجوم
السماء
كنت قاسيا بما يكفي
و أنا …
كنت غبية أكثر و أكثر
مما يكفي
انقطعت بأفلاطون الأسباب ومازلت في محطتي
أنتظر عالما يحمل راية الوفاء …
و في صمتي اتخيلني
أخاطب ملائكة السماء
و أبتسم…
أبتسم ملء الغباء
غبية أنا بما يكفي.
خديجة بوعلي
خنيفرة المغرب 🇲🇦