الشاعرة فاطمة فرگال تكتب قصيدة :نصفُ موتٍ .. نِصفُ وَطن

 

هذا الأنينُ ..
المزروع في جسد الوطنِ
بنصلِ سيفٍ قديمٍ
لا يُغمد فينا حدَّ أَن نموتَ
ولا نستطيعُ إخراجَه منَّا
دون أن نموتَ
هكذا نحن
مُعلَّقون في كفّ الزمن
متأرجِحُون
بين السَّيف… والوَطن
****
هذا الشَّتَات
المُمتدُّ من جُرح البداية
سقينَاه نجيعَ الصَّبر منا
حتى أزهرَ في النهاية
ثورةً…
تستوطن الورق
تحاكمُ السَّيف والسَّياف
و تُنقذ البلادَ من الغَرق
ثورة بيضاء..
جحافل السُّطور فيها
تُحرِق كل المجازاتِ..
تُشعل لهيب الاستعاراتِ
تكتسح فصول الرواياتِ
وتصنع وطناً كبيرا… من ورق
لكن رغم حماسها الشديد
فإنها بيضاء..
لا تدعو للقلق..
لأنها لا تغيّرُ في الحقيقة
سوى مزاج شاعرٍ
يكتبُ …
كي يحاربَ الأرق
ولا تحمي رؤوس الأطفال
من قصف المدافع
ولا تضيءُ لهم ليل المَواجع
لا يَسكن فيها في النهاية
سوى فعل “يَحلمُ”
مبنيّاً رغم أنْفِ اللُّغة
في الزمنِ المضارع
يأبَى أبداً أن يُصبحَ ماضياً
يأبَى أن يَركَع جاثياً
يغرس راية النَّصر في القَصائد
رغم الرّياح العاصفاتِ
و رغم الزَّوابع

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.