محمد الرضاوي يكتب قصيدة ” رحيل “

 

و عند رحيلي ..
لن يكون هناك أحد ليودعني
ليحزن و ليبكيني
لن يعلنَ أحدٌ الحدادَ، لن يُشهدَ العزاء
لن تُنصبَ السَّرادِق لتأبيني

أيها الشاهدُ على سقوطي المتكررْ
على الضحكات و الأحلامِ الموؤودة
على همسي و عشقي المجنون
أنا ذاك البِلَّورِ المنثورِ المنكسرِ
فهل أنتظر منكَ التأبينْ ؟؟

و قبل الرحيل …
سأستطعم بزوغ الفجر الجميل
سأُلَمْلمُ ما بَقيَ مني……..
في مَمْشاي المُوجع الطويل
لا الزمان زماني و لا المكان مكاني
لا الأمس رائعٌ و لا الغدُ ساطعٌ
و الحاضر أمر واقعْ ..
أُضَمِّدُ فيه جراحاتي ،
إنكساري و أحزاني
لكنني لازلت هنا ، أعلن التمرد بالآنا..
بقلمٍ ينزف دما و بحاضرٍ أرسمه بالمُنى
و أعلم ….
ألا أحداً سيرثيني …
لا أحدٌ سيبكيني
سوى قهوتي و غربتي
وبعض الأماكن …
وبعض القصائد
و تلك المقاعد …
لم تكن يوما تستهويني
ستفتقدني الكلمات و ضجيج الذكريات
و بعض الفرح …
و لفيفَ رقصاتٍ

و بعد الرحيل …
ستسمر الحياة في صخبٍ مثيرْ
سينامون ويصحون و يظهرون الثبات
ويسدلون لحيتهم المبعثرة كقديسون
سيتحدثون طويلا عن الدينِ
عن الرياضة عن الثقافة
وعن السياسة في الخفاء..
سيلبَسون ثياب الورع
وسيكتفون بالسبحة في يمناهم ،
كمنافقون يغمرهم الرياء .!!

●من ديوان  قصائد في المنفى
محمد الرضاوي إسبانيا
31-01-2021

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. أحمد كرامات يقول

    جميل أنيق وراقي جدا بوحك، تسلم الأنامل ومانثرت من عبق الحرف ودرر الكلم ونفائس البوح