الشاعرة الجزائرية عفراء قمير طالبي تكتب قصيدة ” زهرة البوطونسيا “

 

لهم أن يضمدوا جراح الكون

لهم أن يحملوا سرّ التفتّق البكر

في رحم الأشياء

منذ الـ Bing Bang والشعراء

زهرة القطن

ونداها

*

 

هم أوّل ما تدلّى

من عناقيد السماء

هم فكرة الله التي زيّن بها خلقه

من قبل أن يصبح الإنسان إنسانًا

خيطها الذي يبدأ من غمزة الرّب في الطين

ثمّ ينهمر…

خيطها المعلّق بين نجمة ونجمة

بين قمر وندى

خيط رائحة زهرة البوطونسيا

الذي يتبعه الغاوون…

*

 

حين يصعد الشعراء إلى سماء المعنى

يبتسم الرّب لأبناء فكرته

يفسح طريقًا بين الملائكة

لتعبر الأسماء

والوجوه

والقلوب

والأسرار…

*

 

يقول أقلهم موهبة:

ـ قلبي قوقعة بلا رنين

ويقول أقدمهم نزيفًا:

ـ لقد أثقل كاهلي الطوفان

يغمز الرّب من جديد

فتفوح زهرة البوطونسيا أكثر،

يغرق الكون

ويطفو رحيق الفكرة

على الملكوتْ

“اصنع الفلك بأعين قلبك

واحمل من كل حياة

جَرَسَيْن…

ابن القصيدة حين تغفو

وحين تصحو

حين تخطئك المنايا

وحين تموتْ

ابن القصيدة كما علّمْنا عجوز البحر

من الأنبياء

ولتكن معجزتك

زهرة تلقيها

في وجه الموج”.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في رثاء التفاصيل الصغيرة

أن تمزقكَ المدائن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.