التحرش الجنسي الإلكتروني بين الأسباب والحلول

الكاتبة :حليمة صومعي /

في هذه المقالة سأحاول تسليط الضوء على ظاهرة اجتماعية تعتبر ذات خطورة كبيرة ولها أثر كبير على مجتمعاتنا، ويتعلق الأمر بالتحرش الجنسي الالكتروني الذي يعتبر من أكبر أنواع العنف الموجود حاليا بالفضاء الرقمي. فهو نفسه التحرش الذي يوجد بعالمنا الواقعي إلا أنه انتقل إلى منصات التواصل وطور نفسه سريعا وأصبح بهذه الخطورة. وتأتي خطورته في كونه حسب تقارير جهات عالمية فإن 50% من مستعملات وسائل التواصل حول العالم قد تأذين منه وتعرضن لتحرشات دائمة. مما اضطر الكثيرات لإلغاء حسابهن، كما تذكر الجهات المختصة بتتبع حالات التحرش بأن أكثر من 1 من كل 3 بين 18 و24 عاما قاموا بأعمال تحرش ضد المرأة خصوصا واعترفوا بذلك. وذلك إما بقصد العبث أو اللهو وغالبا لميول جنسية مريضة، ويكون هذا التحرش غالبا على شكل صور او أفلام جنسية يبعثونها للمرأة التي تعتبر ضحية طيلة الوقت. فحول تعريفه في الاسكوا المعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين بالأمم المتحدة تعرفه بالتالي:
“التحرّش من خلال البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية (أو عبر الإنترنت) أو الإنترنت. يمكن لهذا النوع من التحرّش أن يتخذ أشكالًا عديدة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: رسائل البريد الإلكتروني الجنسية الصريحة، والرسائل النصية (أو عبر الإنترنت)، والتصرفات غير اللائقة أو المسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي أو منصات المحادثة، والتهديدات بالعنف الجسدي و / أو الجنسي عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية (أو على الإنترنت)؛ والكلام الذي يحضّ على الكراهية، أي استخدام لغة تسهم في تشويه سمعة المتحرش به أو تهينه أو تهدده أو تستهدفه بناءً على هويته (الجنس) والسمات الأخرى (مثل التوجه الجنسي أو الإعاقة” (1).
فهو يتم بطرق عدة، إما بإرسال تهديدات تكون مستفزة ومتكررة، والقصد منها إما الخداع لاختراق الهاتف لسرقة صور ثم استعمالها في التحرش هذا يكون بغرض الابتزاز غالبا، أو لمجرد التحرش نفسه. فقد وظف الفاسدون ثورة المعلومبات لإشباع غرائزهم المكبوتة والمريضة، حيث يعتبر العنصر النسوي هو المستهدف الأول من الظاهرة، وتقول نيرة النعيمي بهذا الخصوص:
“ظاهرة التحرش الإلكتروني باعتبارها ظاهرة أصبحت تشكل خطرا على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها فيسبوك وما تخلفه من سلبيات على مستخدميه، خاصة الفتيات اللواتي يعتبرن من أكثر الفئات عرضة للتحرش الإلكتروني لأسباب عدة تبينها نتائج الدراسة” (2).
فعلى مستوى الفيسبوك الذي يشهد أكبر نسبة من هذا النوع من التحرش فإن نسبة 20% من الفتيات قد صرحن بشكل رسمي على تعرضهن للتحرش عندما توصلن بصور فاضحة، وهذا يؤدي بنا إلى سؤال: هل المتحرش وحده المسؤول؟ لأن الدراسات أظهرت أن سلوك الفتاة في حالات عدة له دور في التحرش بها من قبل المتحرشين، لذلك فجزء من المسؤولية يقع عليها.
وقد قامت الأمم المتحدة بدراسة تحت شعار”العنف ضد المرأة في الفضاء الرقمي: رؤى من دراسة متعددة الأقطار في الدول العربية باستخدام تقنية مبتكرة لجمع البيانات على شبكة الإنترنت، وحسب تقريرها الجديد حول المرأة فإن:
“ما يقرب من نصف مستخدمات الإنترنت في الدول العربية يخشين التحرش الإلكتروني، حيث قامت أكثر من 1 من كل 5 نساء تعرضن للعنف الإلكتروني في المنطقة بحذف أو إلغاء تنشيط حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي” (3).
وتوصي الجهات المعنية بعدة نصائح أهمها الإبلاغ فور حصول الحادثة سواء الأمن أو الجهات المسؤولة، وبالنسبة للمغرب فقد تركت لكم في الرابط رقم 4أو في أول تعليق رابط الإبلاغ عن التحرش الالكتروني بالمغرب. كما يوصي الخبراء بالتقليل من نشر معلوماتك الخاصة على مواقع التواصل خصوصا صورك الشخصية جدا أو عنوانك ورقم الهاتف وغيرها، والتأكد من كل منتدى تدخله أو أي فيديو تتوصل به، كما لا يجب قبول صداقات مجهولة. ويوصون كذلك بأنه لا ضرورة تنشيط الموقع الجغرافي على حسابك.

المصادر
(1) :الإسكوا – ترجمة مقترحة للمصطلح الصادر باللغة الإنكليزية عن المعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين، الأمم المتحدة.
(2) نيرة النعيمي، آفة التحرش الالكتروني تترصد بالمرأة على فيسبوك 2022.
(3) هيئة الأمم المتحدة للمرأة، دييغو دي لا روزا diego.delarosa
نورهان النجدي nourhan.elnagdy(
(4) رابط الإبلاغ عن التحرش الالكتروني بالمغرب

(3) هيئة الأمم المتحدة للمرأة، دييغو دي لا روزا diego.delarosa(at)unwomen.org
نورهان النجدي nourhan.elnagdy(at)unwomen.o

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.