سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثاني تستضيف الزجال والمسرحي الحسن درويش إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي

 

سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثاني
إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي.
الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة 24 مع الزجال والمسرحي:
الحسن درويش.

السيرة الذاتية
الشاعر : الحسن درويش
من مواليد تاوريرت سنة 1960
مستقر بمدينة ابركان منذ 1966
متقاعد من جماعة ابركان
مهتم بالعمل الجمعوي والمجال المسرحي والموسيقي
أسس جمعية ” أنوار بركان للمسرح والموسيقى”
سنة 1984
أدى أدوارا تمثيلية في عدة مسرحيات
=الطوفان =الوحدة المغاربية=امراة بلاسعد=
ومسرحية الفزّاعة ومسرحية القبر المنسي
اهتم بالكتابة الزجلية منذ أواسط الثمانينيات
كتب كلمات أغنية “حس لغريب”
التي قدمت في برنامج –يوم في ربوع بلادي-
سنة1984 في التلفزة الوطنية
أصدر ديوان= الزمان المكَلوب=سنة 2012
والثاني “جذور الكلام ” سنة 2015
العطشة الباردة””جَرْح القْصِيدة” لسنة 2021
” روح الما ” 2022
له عدة دواوين زجلية مخطوطات
” ضحكة الموت 06″” شوفة مَن عين أخرى07 ”
“خُبزة باردة 08″ ” قْبر بْلا أرض 09 “
” دَمْ الوقت 10 ” ” جغْمة فْ الحلق الْما 11 “
” مَن ظلّي شْكون أنا 12 ” ” صرخة مَن صمت الموت 13 “

كما ألف في المسرح :
مسرحية ” الفزاعة ”
مسرحية ” صَرْخة مَن صَمْت الدنيا “
مسرحية ” ميساج ”
مسرحية ” القبر المنسي ”
مسرحية ” بدون عنوان “
شارك في عدة ملتقيات ثقافية محلية ووطنية
الكتابة الزجلية هي موهبة اورثني الله اياها
في تلك الفترة عايشنا الظاهرة الغيوانية
وكانت محاولتي أو تجربتي في الكتابة هو استقرار
نفسي وذاتي وروحي حتى لُقبت بالمجذوب
وواصلت مسيرتي في كتابة المسرح والزجل إلى يومنا هذا .
اختار الحسن درويش
كتابته في فن الزجل والمسرح انطلاقا من الأغنية الملتزمة وهتمامه للمسرح
حيث جمالية التعبير تفسح المجال نحو الكتابة المسكونة الروحية الذاتية
وبهدف التعبير عن رؤيا شعرية مكثفة .
تبقى للشاعر النظرة الوجودية أوغير ذلك عن بعد عالم أخر
يرسم له من احداث خيالية وواقعية وما تهزه من نظرة احداث مألمة
مثلا كما بدالي في البدء كتابة قصيدة المزبرة لسنة 1984
من تلك الفترة وأنا أتجول بين كتابة المسرح والزجل .
الزّجل اعطاني نوعية إبداعية أخرى في الكتابة الحالية
التي أصبحت تسكن وجداني وتغذية الفكر تتشابك بلغة العصر
تسافر بنا وتروي عطشى الكتابة بين زجل وآخر في صورة إبداعية
لا تخلو من حكم وموعظة وهذا الفن ليس بالحديث في الأدب
وقد عرف تطورات جمة عبر التاريخ
وتبقى لكل كاتب صيغته الشخصية والمنفردة في الكتابة
والتعبير عما يروج في الواقع المجتمعي.

القصيدة:
روحْ الْما

 

عطْشة فْ روحْ الْما
مَن قلْب روحْ الْما
تْمَنّيت العطْشة تطْلَع
تطْلَع …
تشْرَب مَن ريقِي
وتْوَلّي تْعوم …
تْعوم فْ روحْ العطْشة
لْسان ليهْ ذوقْ
ذوقْ مَن دنْيا صايْمَة

صايْمَة … بْ عطْشة
عطْشة فْ روحْ قلْب الْما
أنا تَوْلَدْت …
وكان الْما مَنّي أنا
عطْشة فْ ذاتي
الأرْض لَتْرابْها مسْحورَة
تْجَف … ساكن جوفْها
قلْب حيْ قلْب ميَّت
قلْب الْما … ما …
سارَح بعْد الموت
النّخْلة طامْعَة
طالْبَة تْشوف زينْها
سالَفْ مَظْفور
فَ مْراية الْما … مْراية
تْكون لَـــمّــــن تْكون
آشْ مَن ظل يَعْكس الشّمْس

فْ ضَيْ الــﯕـمْرة غْريب
إِيلا جانَا اللّيل بَ ظْلام أخُر
ترْسَم الكلْمَة فْ العْقَل
تَبْقى مَرْبوطة …
مَرْبوطة بَ لْسان العطْشة
آشْ مَن مْداد
حَرَّر حْروفْها فْ عين الورْقة
احْنا صْبَغْنا الْما
بْ لون الرّوح
العطْشة باغْيَة
تشْرَب وتْزيد …
يَمْكن تْوَصّينا
عَلى حالْ الْما
بْلا ما … لا وجود
ياكْ النّار حِيّة
الحِيّة بْلا ما مطْفيّة

مَن ثُقْب الزْمان
عين باغْيَة تشْرَب
تشْرَب حتّى هِيّ
مَن الوقْت ولِيّام
الْما غاطَس بْ قلْبُه
فْ روحْ الْما …
راوي العطْشة تْصوم
تْصوم الدّهْر …
الَصّيف احْكام
نُغْزة مَن روحْ قلْب الدّنيا
رُكّابْها يْميلوا … يْميلوا
عْلى مَن منْها صاحْ
تَتْحوّل …
تطْلَع شمْس
مَن دنْيا أخْرى
العطْشة …

فْ روح قلْب الْما
عطْشة …
يَتْكلَّم لَبْكم
يْفيق لَنْهارُه ساعَة
يَتْكفَّن بَ غْيامْها
عينُه ظْلام …
تَبْقى المدْﯕــوﯕـــــــــــة
مَدْﯕـــــوﯕـــــــة بْلا مْسامَر
المرْبوطة …
مَرْبوطة بْلا خيط
الدَلْوْ عطْشة …
عطْشة فْ روحْ قلْب البيرْ
يَبْدا العْقَل يَخْدم
سارَحْ فَ تْرابُه يَحْفَر
هَزْ الوقْت …
الوقْت الغايْبَة مَن السّاعَة

السّايْلَة مَن ضْلوع الزْمان
الـﯕــــــلْتَة بْلا ما …
تْصابَت بَ العطْشة
هْجَر الطّير …الطّير هْجَر
تْصَبِيت أنا …
أنا فْ ارْضي غْريب
تَزْرَع المحبّة
يَنْبت الهَم
تَحْصَد السّعْد
يَنْزف الدّم …
القلْب العطْشان
أنْت اخويَ وأنا عْدوك
شَكّيتْ فْ ذاك الظّل
عادَتْ المجْذوبَة
تَهْدَر وتْفكّر
تَقْتل ذاك العْمَر

نْزاهَة فْ روحْ الموت
الْما عطْشة … عطْشة
فْ روحْ قلْب العطْشة
اللّي هيّ مَتْوزْعَة بْلا بون
رَحْمة … رَحْمة لِيّا وليك
انْقُشْها عْلى صَدْرك
اكْتَبْها عْلى جْبينَك
ما يَتْوَلَّد حال …
حال مَن وسْط الـمُحال
العين العَمْيَة تَبْقى صايْمَة
صايْمَة بَ وجُود غْيابَك
هازَا رْحيل البارَح لَلْيوم
طاحْنَة الوقْت
بْ رْحى الزْمان
عاصْرَة لِيّام
بَ الصْبر والكْلام

تْعود ثَمْرَة …
مَغْروسَة بْلا ما
جْذورْها حَفْرين
حَفْرِين فَ الأرْض عطْشة
جا المَوْسَم …
رُكّاب الخيل بْلا مْكحَل
دُخّانْها بانْ بْلا بَرود
شَفْناهْ مَن بْعيد
آشْ مَن خيمَة مْرَحْبا
العين القْديمَة
كانَتْ لِها روحْ
روحْ فْ قلْب الْما
اللّي خلَّى العطْشة
فْ مْسارَب الجْبال
دَمْعة مَن عين
دَمْعَة مَن شَمْعة

سُكّان اللّيل … ظْلامْهُم
حْسَد الشّمْش لَ شْروقْها
بَاعوا الْعطْشة الْما
تْوَفّى الــﯕـــــــرّاب …
تْكَتْفّت الدّنيا بَ زْواجْها
عُشّاق الزِّين كْثار
لِها مْشى القلْب
غَطْسة فْ روحْ الْما
دَرُوها مَلْهَة تَتْكلَّم
تَتْكلَّم الَصْغيرْها
تَتْواسَط بْ حق كْبيرْها
تَفْنى وتْموت وتْعود تَحْيا
شارْبَة مَن روحْ قلْب الْما
عطْشة …
عطْشة فْ كُل باب مْدينَة
هِيَّ سالْبَة العْقَل …

العْقَل مابين العْقول
بْ دَمْعة مَن روحْ لَكْتاب
الوْسَخْ مَنْشُور بْلا صَبون
لَبْكا ما يَغْسَل القْليلَة منُّه
صَهْد النّار…
فْ يَدْ الحدّاد
المطْفيّة فَ الْما عطْشة
مَن روحْ الْما …
اللّي فْ قَلْبُه عطْشة
القْبيلَة تَحْرَث
الصّابَة مازال
تْوَحّشْنا ذيك القُطْرة
اللّي مَن اغْصان الشّجْرة
البارْدة … مَن دْفاها نارْ
تُسْخَن …
تُخْرج مَن العُزْلَة

أطْفَلْها يَلْعَب
مَن دَرْب الدَرْب
الَكْبير يَتْوَضّا
يَغْسَل الذّنْب
تَكْمل العطْشة فَ الْما
اللّي هيّ فْ روحْ الْما
لْساني صامْ بْ ذوقْها
اللّي سْتَنّاها وتْمَنّاها تَطْلع
تطْلع مَن روحْ قلْب الْما
تْوَلي تْعوم … ثاني
أنا تَوْلَدْت وكْبَرْت
اكْبَرت … بْ ذيك العطْشة
اللّي سْقات روحْ الدّنْيا
لا منْها سَوّلْ شْكون
هيّ مْوَزْعَة بْلا بون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.