سلسلة: “شاعر وقصيدة” تستضيف الشاعرة نعيمة حسكة الجزء الثاني إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي

سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثاني
إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.الحلقة 23 مع الشاعرة والأديبة نعيمة حسكة.

السيرة الذاتية:
الشاعرة نعيمة حسكة من أبناء مدينة الفوسفاط خريبكة
ولدت بدور الفيلاج للمكتب الشريف الفوسفاط
تلقت تعليمها الأولي بالمسيد كعادة جميع المغاربة ثم التحقت بمدرسة السلام عند بلوغ سن التمدرس التابعة لحي بيبينيار التابع للمكتب الشريف للفوسفاط سنة 1974
انتقلت اسرتها المحافظة الميسورة لحي الخوادرية الجداد لتكمل هناك دراستها الاعدادية بإعدادية مولاي رشيد التي تبعد عن بيتها بمسافة كبيرة، وبعدها التحقت بثانوية ابن ياسين سنة 1983
لتحصل على شهادة البكالوريا دورة 1985/86 لتلتحق بعدها بكلية بوشعيب الدكالي بمدينة الجديدة التابعة لجامعة الحسن الثاني بالرباط
لتدرس بها مدة ثلاث سنوات شعبة التاريخ والجغرافيا.
توقفت بعدها عن الدراسة لأسباب خارجة عن إرادتها.
وقد كانت الشاعرة مولوعة بالرياضة فمارست الكثير من الأنواع الرياضية مثل: العدو الريفي، كرة اليد كرة السلة ،كرة القدم ، الجمباز ..
وقد كتبت في الزجل منذ صغرها كانت تحب اغاني ناس الغيوان مارسيل خليفة فيروز
وقد قرأت الكثير من القصص والروايات لجبران خليل جبران، المنفلوطي، طه حسين ،العقاد ، كما قرات أشعار محمود درويش، نزار قباني، إيليا أبو ماضي، أحمد مطر …
كما كانت تحب قراءة الكتب الفلسفية لكنها توقفت مدة طويلة عن القراءة والكتابة بسبب زواجها التقليدي حيث كرست حياتها لعائلتها الصغيرة مدة طويلة غابت خلالها عن الساحة الأدبية والفكرية وقد عانت الكثير من المشاكل في حياتها حيث مرضها المزمن وزواجها الغير متكافئ
لكنها تنتفض وتخرج من عمق المعاناة لتعود للساحة الأدبية أكثر قوة وتمارس طقوس الكتابة من جديد
فالتحقت بمجموعة من الجمعيات بمدينة طنجة التي التحقت إليها مؤخرا تاركة سنوات حياتها بالرباط وخريبكة، وكل ما قاسته خلفها لتبدأ حياة جديدة من الكفاح والصبر مع ابنائها الثلاثة .
انخرطت بالعديد من الجمعيات من بينهم جمعية صوت الحي وجمعية أقلام وكانت مشاركاتها المكثفة بالأمسيات الشعرية وحضور العديد من المهرجانات بكل من مدينة خريبكة، الرباط، الجديدة، الدار البيضاء ط، وطنجة
وقد نشرت كتاباتها بالعديد من المجموعات والصفحات الإلكترونية وتم توثيق الكثير من القصائد كما ألفت ديوانا إليكترونيا” زمن الشوق” و ديوان مطبوعا “نزف اليمام” وديوان “القلب سجن الفسيح” وهو قيد الطبع .
ولها ديوان ثالثا سيتم طبعه أيضا تحت عنوان “متاهات
وقد نشرت لها جريدة طنجة العديد من القصائد
كما أنه قد لقبها الشاعر المرحوم أبو فيروز أحمد بوحويطا لقب الربابة الحزينة . لما تتضمنه قصائدها من وصف جارف للأحزان والمشاكل التي كابدتها الشاعرة خلال مسيرتها في الحياة
ليعيد الأستاذ الكبير محمد محمد البقاش تسميتها بالربابة الشامخة
وتتسم أشعارها بوصفها الدقيق للظروف القاسية التي مرت بها في حياتها، وقد مثلت لها الكتابة أكسجين الحياة حيث تتنفس شعرا كلما ضاق بها الحال
وقد تم تكريمها من طرف الكثير من الجمعيات بمختلف المدن المغربية ك جمعية …….بالدار البيضاء وجمعية …. ورئيستها …..بالرباط وجمعية صوت الحي ورئيستها ربيعة فلاط.
وجمعية الحياة والتنمية وجمعية سفراء السلام للتربية والثقافية بالرباط.
وتكريم من طرف الأستاذة القديرة نادية العمراني رئيسة رابطة كاتبات المغرب فرع الرباط.
وحصلت على العديد من الشواهد والجوائز التقديرية.

القصيدة :
أيها الطائر

أيها الطائر المهاجر
مُرّ على الديار
سلم لي على الشوارع التي مشيتها والأحجار
والبساتين التي شهدت ذكرانا
والصحب الأخيار

ها أنا الغريبة
في أي اتجاه تسير بي قدمي؟
كلما تجعد الحنين في القلب
أصنع من بقايا جتثي شباكا
أصطاد من عمق الاحلام
همسا للأمنيات
لأهرب أغنية عشقتها
الموت يطارد الأمنيات
أكلما مضيت للأمام
تعثرت قدمي
أضعت وجهي في الزحام
كأن أساريري تيبست
تنوح على كتف الأمنيات
أو عطشت كلما العطش صار رفات
جفت الدموع لا ذكريات

أيها الطائر المهاجر
هل أنتمي للديار؟
أم لاجئة في وطني
عرفت منذ البداية
أن الغرباء منفيون
انكسرت مجاديفهم
ضاعت مراسيهم
تاهت مراكبهم
وأنا اراوغ الصبر العسير
يخرج مني الوقت طلقة
فيتربع الحرمان على عرش الأيام
كل يوم يأخد لونا، شكلا
تذبل الألحان في حنجرة القلب
بين فرحة وفرحة كومة حطب
والقلب نار تدروها الرياح
خسرت كل رهان
وصلت قمة التأهب لنسيان
لذة القبلة والهيام
نسيت كيف الإحساس بالحب بالأمان
ااااه كيف أسقطتني من حسابها الأيام
هكذا مرنتني
كفكفي الدمع وامضي
استقلي أول قطار للأحلام
لكن يبوء خطوي بالفشل
يُخيل لي أن دمي محرقة
والكون الفسيح لقلبي مشنقة
الدمع حفر أخاديدا في الخد وانزلق
والرمح الذي سويته كل العمر
للقلب النازف اخترق
غذر هي الأيام
والآلام وشما على صدر الأفق
كيف أقرأ فن الحب من جديد
وأتهجى أحرف العشق

أيها الطائر المهاجر
هل أنتمي للديار؟1
أم لاجئة في وطني
أعُدُّ الأصفار
قد أكون وردة مخفية
أو قصيدة عشق في أمسية شعرية
أو وجودا مبهما لا يعرف مغزى 1١
أو قافَ الوقْت ساكنة ترصد نجمعها بعفوية
تائهة في المدى
أقتبس من الماء تماهيه مع الألوان
ومن الفجر عذوبة وعنفوان
أكحل بهمسة دفء أعماق الأقحوان

كلما ولدت بلا موعد
يصدح الصبح يهنيء المرايا
التي عرفت وجهي وألفت معنى الحكايا
صدفة ولدت صدفة أموت
وفي الحياة هبات
كلما أراني أقتفي مصيري
يصدح الجرح من كل الجهات
أمس فات واليوم إيقاع حتمي
والغد آت بكل الصفات
الموت مؤجل عن غير قصد
سأستقل قطار الحياة
ما يزال في العمر بقية ١١١
رحل الطائر
وبقيت لاجئة في الديار
أعُدُّ الأصفار دوائر دوائر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.