ورقة أدبية في حق الزجالة والشاعرة وفاء أجليد :

بقلم الشاعر : علال الجعدوني المغرب ./

الزجل فن من فنون الأدب ، لغته عامية والتي تساير اللغة العربية الفصيحة ، فهو يعتبر قول العوام ، تركيبته عامية لا يحتاج إلى جهد . ومعناه اللغوي حسب بعض الأدباء هو التطريب ، ينساق مساق الشعر وزنا ،ولو أن هذا الوزن ينضبط مع النطق وليس الرسم ،حيث يعتمد على مخارج الحروف وليس على الكلمات وقد يدغم وقد يخفى وقد يتخطى الحرف أو الحرفين ليستقيم الوزن الذي يريده الزجال بالوحدة في القافية .

والزجل يتماشى والشعر العربي بحيث هناك من يعتبره صنو الشعر منذ أن كانت العامية صنو العربية ، إذ حتى للزجل أوساطه ، وبيئته بمعنى آخر ، هو كلام عامة الناس والبيئة التي لا تقيم العربية السليمة أو لا تنطق بالعربية الفصحى .
ولقد تعاطى الشعراء لهذا الفن منذ زمان وتغنت به الشعوب لكونه يترجم ما تحس به ويمكن القول على أنه المترجم الحقيقي للسان الشعبي عن الأفراح والأتراح والبؤس والنعيم والأمل والألم وغير ذلك ،فهو لسان الأمة بما تحمله الكلمة من معنى وبالأخص في الوقت الراهن التي تعددت الألسن داخل المجتمع وعمت العامية بدل اللغة العربية بسبب الأمية التي تفشت وأضحت الظاهرة التي يعيشها العالم العربي …
ويمكن اعتبار الزجل هو البديل في المجتمعات العربية لكونه هو الأقرب من غيره للتواصل ، والتجاوب ، وإيفاد رسائل مشفرة بذوق متميز وإحساس تجعل الزجال يبصم بصمة زجله في أعماق المتلقي بأسلوب وطريقة فنية وذكية …
وبطبيعة الحال تفنن المغاربة في هذا الفن الشعبي الجميل وابدعوا فيه كل حسب قدراته الفنية.
ومن بين الزجالين هناك زجالة متميزة ابنة الرباط ومستقرة بأغدير ، زجالة عصامية ، خطفت الأضواء ، وبصمت بصمتها بنصوصها الجميلة ألا وهي الزجالة والشاعرة : * وفاء اجليد * أو كما يطلق عليها ” وفاء أم حمزة اجليد “صاحبة الديوان الزجاجي : ” نقول كلمتي ” .
لقد خاصت تجربة زاخرة بإبداعات خصبة متشبعة بقيم المحبة والجمال ، وكذا بثقافة معمقة مستفيضة ، نحتت زجلا زادها تألقا وطلعة لا يجف وعطاء فكريا لا ينضب .
نعم يمكن القول أن الزجالة والشاعرة وفاء اجليد صوت متميز يصدح بالزجل بأروع الصور الفنية المترجمة لطيات أنثى ارتوت من بحر الزجل العذب فاغترفت من حدائقه ما طاب واستلذ من مقاطع لافتة بإحساس يؤجج الجمال بعبقرية لغوية تصويرية تعانق البهاء في أسمى تجلياته العميقة .
لقد كتبت بعدما استفادت من تجربة رائدة فاعلة ووازنة في تشكيل القصيدة الشعرية الزجلية ذات البعد الشاعري المحرك لواعج الذات وكوامن النفس ….
وبهذا يمكن القول أن الزجالة والشاعرة وفاء أم حمزة اجليد أغنت المشهد الثقافي المغربي والعربي بتغريدات زجلية ساحرة وهاجة قريبة للنفس ببلاغة تلامس الوجدان والمشاعر والحياة . نتمنى لها التوفيق والنجاح في مسيرتها الإبداعية …..

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.