” قمر لم يتغزّل به ذكر ” قصيدة للشاعر: نور الدين العسري
يقول لها :
– يقْصمني الغياب كغصن مهترئ
وعندما أسأل عنكِ
يبعثرني الجواب
يبعثرني في عروش ورد يابسة
ملقاة على طاولة
والطاولة مهملة في زاوية
والزاوية منسية في غرفة
والغرفة بدونك في لعنة الفراغ عالقة
تصّلب الوقت والثواني تلسعني
لا قلب للهاتف المحمول …لا مكالمة.
فكم إعصارا يلزمني
لتهدأ أجراس الشوق التي ترن في صدري..
كم زلزالا…..كم ريحا تلزمني
والعمر يتساقط مني كحبّات كستناء ؟
– أنا لا أنتظر…(تقول له)
ولا أحلم بالرّجوع و لا اللقاء…
وجدت قمرا لم يتغزّل به ذكر
فدلّلته ونام معي
إحتسيت نوره كما الدواء
جرعة …جرعة
هكذا اقتلعتكَ من قلبي
شوكة ….شوكة
وغرقت في شؤوني يومي الصغيرة
شفيتُ من غيابك
أفرغتُ جسدي كله منكَ
وملأتُه ببراءة طفلة كانت تضع تفاحتين تحت ثوبها، وتنظر الى فورة أنوثتها العابرة
لا شيئ يثيرني في المرآة
لا شيئ يخيفني في الخطيئة
لا ضوضاء في فنجان قهوتي
ولا فحولة هوجاء تدك الحرير من حولي
ما أَهْدأَ الريح وهي تمشِّط ريش الحمام على السطوح
و ما أعذب زخّات المطر وهي تلف شعري…
لي زمني الخاص لي حاضري
وماض نسيته
لستُ ولا تلك الفتاة التي زينت بك يوما ألْبومَ الصور.
– يا عصفورة الشوك التي تَنْقر الشمس النائمة
تُشعلها في غرفتي وتختفي
ألا تذكرين شيئا مني ؟
– أغنية صيف عابرة
فتنت نايا ثم اختفت ولم تترك خلفها سوى أنفاسا شاردة
نهرا موسميا..
يَعدُ بحب يشبه الطوفان لكنه لا يدحرج غير الصخور…
كل قطرة ماء في مَجراه كارثة
وكل خطوة منك إليّ ترجعني الى عين الإعصار
………..(ومسافرة
………..تنظر من خلف الزجاج
……….الى رجل غريب يقف على الرصيف
……….وحب بلا معنى
………..سهوا ينسى
……….. كمظلة مهملة في قاعة انتظار)./