الشاعر محمد السعداني يكتب قصيدة : كِتابٌ في العُزلة

 

مُهْمَلٌ،
كخوذة صدئة،
تدون وصايا رؤوس مقطوعة في ساحة الحب،
و تقرأ سور الكآبهْ….

يائسٌ،
كبوصلة تخلى عنها ملاحها،
فذاب عقربها في ملح الحزن ،
وسقط اتجاهها في نوبة الرتابهْ….

قديمٌ ،
كمذياع مهجور،
أوحي له أن يصدع بموجة حب،
فمجَّ الخراسون خطابهْ…

صامتٌ ،
كجرح شاعرٍ،
ينزف قهرا،
ويجود قطرا كسحابهْ…

باردٌ ،
كمغتسل ،
لقلوب أكلها دود السقوط،
فخاضت عن الشيطان حرب الفرقة بالنيابهْ…

شاردٌ،
كفكرة خائنة،
تنسحب في منتصف اللذة،
فتسرق كأس الرعشة وتترك لصاحبها عذابهْ…

ميت ،
كمومياء ملكية،
حنطها فرعون سادي
ليصوب إليها في كل حين حِرابهْ…

مستهلك،
كصورة شعرية،
ضاجعها ألف شاعر،
وتُرِكَتْ عارية لضواري الغابهْ…

شجي ،
كصوت ناي
حين يسفك سكينٌ روحه
فيعانق جرحه أنين ربابهْ…

وحيد،
كتيس أشيب
وضعت قرونه في متحف للزينة،
يلتقط الجميع صوره ويخشون اقترابهٔ….

هكذا يشيع شاعر قلبه،
هكذا يعلن انسحابه،
هكذا ينزوي حسيرا
ليقرأ في العزلة كتابهْ….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.