” أُشبِهُنِي فقط” قصيدة للشاعرة : مليكة فتح الإسلام

 

كقطعة ثلج في كأس نبيذ
يحرِّكها سكِّير مصاب بالرُّعاش
يُصيبني دُوار خفيف لكني لا أثمل
كشاعرة تَحيكُ كنزة لقصيدة باردة
أحرق أعصابي لأُدفئ أحلاما عابرات

كَيَدٍ فهمتْ أخيرا معنى الإلتقاط
ألتقط صورةً لطائر في قفصٍ
غير معنِيٍّ بالتغريد.. فقط ينبض
وأنبضُ أنا
نكاية في الممات

كغيمة حُبلَى لا تعترف بالمخاض
وتؤمن بأنها أمٌّ للحياة
أومن بالفرح… بالحب
وبأشياء أخرى
لكن سوء الظن يُبدِّد الأمنيات

كَنَايٍ مُشبَعٍ بالأنين
يرثي حقل قصبٍ بَرِّي
كبُحَّة أُعدِمت في مَوَّالٍ
أرْدَتْها نَزلَةُ بردٍ بسُعالٍ حَيٍّ
كَغُصَّة عالقةٍ في صَدرِ القصيد
عَلقْتُ في عَجُزِ النهايات

كَوَترٍ شاردٍ عاد متأخِّرا
يسأل عن لحنٍ عليل
لِيَدُلَّه عازفٌ على قبر الكمنجات

كجَدَّةٍ حكَّاءَةٍ…
إنفضَّ عنها الأحفاد
أهجو شَيبًا وخَرفًا أجهَزَ على كل الحكايات

كعانسٍ بَكَّاءَةٍ…
تَشُدُّ العمر بدَبُّوسِ شعرٍ
وتُنشِدُ لجارٍ مِثلِيٍّ بعض الأغنيات

كدمعة أبية علَّقتْ كبرياءها على هُدْبَة
آيلة للسقوط…
عقلت آمالي على رجل خرافي…
شكَّلتُه من قصاصات المجلات

كشيخٍ يُفهِم عُكَّازه جدوى الإنحناء
يتقاسمان قصص الحرب
كيف كانت أرض المعركة بلا سماء
كيف كان الإله يُطلُّ من شُرفته
يُغيِّرُ مسار القذائفِ
ويَتَلَّقفُ دعاء الأمهات

كحُلُمٍ إستفاق مذعورا…
يحمل بين جفنيه كابوساً
أنعي في كل قصيدة جثث الأمسيات

كشيءٍ مُنفلتٍ من كينونته
يبحث عن مادة أخرى ليُشكِّل نفسه
أنفلت من صلصالي…
وأُشكِّلني فراشةً على خدِّ قرنفلة…
لِأُشبِهنِي
ولا أشبه الأخريات

مليكة فتح الإسلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.