” أحلام صغيرة ” قصيدة للشاعرة : خديجة أجانا

كَمْ تَوَاضَعَتْ أَحْلِامِي
أَمَامَ فَقْرِ عَوَاطِفِك!
كُنْتُ أَحْلُمُ، فَقَط،
بِوَرْدةِِ هَدِيّةَ لَيْلَةِ الْمِيلَاد،
بِعُلْبَةِ شُوكُولَاتَه دَاكِنَةِ اللَّوْن،
بِزُجَاجَةِ مِنْ عِطْرِيَ الْمُفَضَّل.
وَكَمْ أَخْجَلْتَنِي وَأَنْتَ تَمْتَعِضُ
مِنْ ثَمَنِ الْوَرْدِ أَمَامَ بَائِعِه،
وَأَنْتَ تَدَّعِي أَنَّ إِهْدَاءَ الْوَرْدِ بِِدْعَة!
وَكَمْ صَدَمْتَنِي وَأَنْتَ تُحَذِّرُنِي مِنَ السُّمْنَةِ
حِينَ عَرَفْتَ ثَمَنَ الشُّوكُولَاتَه،
وَكَانَ وَزْنِي، حِينَهَا، أَقَلَّ مِنْ وَزْنِ الْمَانِيكَان!
وَكَمْ كُنْتَ عَدِيمَ الذَّوْقِ وأَنْتَ تُحَذِّرُنِي مِنَ الْحَسَّاسِيَّة،
حِينَ رَشَشْتُ بِضْعَ قَطَرَاتِِ مِنْ عِطْرِ إِيفْ سَانْ لُورُون فِي مَتْجَرِ الْعُطُور!
لَمْ أَكُنْ أَحْلُمُ بِسَيَّارَةِ بُورْش،
أَوْ بِفِيلَا فِي ضَوَاحِي بَارِيس،
أَوْ بِعُطْلَةِِ فِي الْبَاهَامَاس،
أَوْ بِعِقْدِِ مِنَ الأَلْمَاس…
كُنْتُ أَعْرِفُ، مُنْذُ الْبِدَايَة، أَنَّ جَيْبَكَ فَقِير،
لَكِنِّي لَمْ أَتَصَوَّرْ أَنْ تَكُونَ عَوَاطِفُكَ أَكْثَرَ فَقْرَا،
وَأَنَّكَ تَجْهَلُ قِيمَةَ الْوَرْدِ وَالشُّوكُولَاتَه وَالْعِطْرِ فِي عَيْنَي اِمْرَأََة.
َاَلْيَوْمَ، حَقَّقْتُ تِلْكَ الْأَحْلَام،
اِشْتَرَيْتُ الْوَرْدَ وَالشُّوكُولَاتَه و عِطْرِيَ الْمُفَضَّل
أَتَعْرِفُ أَنَّنِي تَحَسَّسْتُ مِنْهَا، فَقَطّ،
لِأَنَّنِي تَذَكَّرْتُ تَحْذِيرَاتِك؟

خديجة أجانا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.