عبد العزيز برعود يكتب : علال حبيبي شاعر يطارد صمته الصاخب في فلوات المجاز ..!!

 

بقلم : عبد العزيز برعود 

هادىء هنيء هذا الهُنَا
وأنا الذي أقتات منه
هواءً وهوَى
مَهْدُ كَيْنونَةٍ وذُخْرُ وُجودٍ
وَدَوَا
أطيافُ شهْقاتٍ
وأريجُ مُنى
لَطائفُ إحساسٍ
شفيف وَحْدَةُُ
وكَرَى

هادىء هذا المجاطي الحرف في لغته، شعلول في تعابيره ، ماكر في استعاراته ،اذا اتيته قارئا استهوتك اقانيم قريضه واذا قرأته متمعنا تهت في انزياحات بلاغته ، هنا يكمن بديع آياته وسر بيانه اذ هو نشيج متكامل وحده /نسق مستقل يرفض التقوقع داخل صخب ذاته المادية المشبعة بالثمتلات المضمرة للرواسب النفسية الثاوية في اللاوعي ليجنح إلى ماهو طوباوي حالم ذو نزوع انساني مفرط وبصيرة أرحب..

هوذاك المجاز الهارب من سلطة
الابجدية..!!

شاعر فطحل غزير الرواء يتشرب رضاب بوحه من شهقات الجمال يطارد صمته الصاخب على امتداد الغياب ثم يهيم مخمورا في فلوات النص ، متهجدا فوق مأدنة اليقين وعلى كعبة الخلاص يقيم صلاة القصيد، فيرتفع المعنى في ملكوت البهاء وينز جرح الدهشة الماكرة في رعشة السؤال

منفلث من زحام
المعمم هو
زاهد في محراب
القول
لا يلجمه رسن
البوح
وهو يصطاد
نجوم
القوافي من عنان
البهاء
مجبول على
اعتناق
البلاغة حد
التجلي
منذور لشغب
الضوء
حد التماهي
” ومغمور بطقوس
البدء” في حلول
لغة
حمالة التشكل

يزحف صوب مدارك الشك مدججا باسئلة الهوية والانتماء مناجيا الغمام بلا احجام ، وبين احراش المجاز يمشي عاريا الا من لغته صوب خرائط التجلي متسربلا بقيم الدلالة وجموح التخييل وبلاغة الصورة شاحدا نصال “حروفه النافرة” على تضاريس الشروخ وكاني به يعاند بياض فجر يستمهل الصبيحة، يراود عناد المبنى كي يقبض على جمر المعنى وعند فورة النبض /غمرة التيه يطلق زناد أناه المتجاسرة بين الصدى والارتداد

عَصِيُُ هذا الحرفُ
على الدوام
يغورُ
ولا يفورُ
ولا يطفو إلَّا
مُتَهالِكَ
النَّبْضِ
فلا دَفْقَ ولا
اٌنْسِياب
كأنهُ يبحثُ عن
لَهَفٍ
أو عن زِناد
عن غَوْثٍ
أو عن أنايَ التي
تاهت في اٌرْتِداد

وحده هذا العلالي المقيم في اعالي النص هذا الشرقاوي المشرق كزهرة الشمس ،الساطع كبصيص امل في قرار جب ،من يقودنا الى سدرة المشتهى ،صوب سماوات الحكمة والتجلي ، يجبرنا على صوغ رؤية ما ورائية للاشياء وللعالم ،وحده من يملك ناصية الحرف الفائض، المندلق على بياض الدهشة من محبرة الذاث وهو يكتب أساه الغاربة، ينكتب في كرب أناه العالقة في مسافة المابين

اكتُبني ندًى عالِقاً
تَخَشَّبَ في مسافة البَيْن
تَسَلَّلْ أيُّها العالِقُ رُضاباً بارداً
على الدخيلة نازفاً ونَزاقاً
اِنْحَرِفْ نَجِياً واٌنْحَدِفْ
اكتبني زرقةً على الدِّهانٍ
في زيجَةٍ
خلسةً بِهَمٍّ لم تَكْتَنِفْْ

هو ذا علال حبيبي شاعر نبوئي يقطن في علياء العبارة ،يستلهم رؤيته الشعرية من وعي استيتيطقي خلاق، ومن ينابيع التصوف والفكر والمعرفة، متحررا من كل المواضعات البنيوية المؤسسة على سلطة الايدلوجية والتاريخ والبلاغة، مكسرا طوق الحصار النخبوي المختزل في الانساق الجاهزة ،ذاث الأبعاد والخلفيات الايديولوجية والمعرفية والمجالية المكرسة لجدلية المركز والهامش، ليخلخل فينا يقينا اخطأه الحدس ويعلن بجسارة انتمائه الوارف إلى حضيرة الشعر جاهرا:

“هنا سأبقى “
متربعا عرش خلوتي
هنا تشظى الوصل
عقارب بوصلة هيمى
تلغي قراري
متشمما شموخ
اصطباري
ارتد/نرتد صدى
سنين
هالات حنين
تتدلى على اليسار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.