“على بُعد كسرى ” قصيدة للشاعرة : وحيدة حسين الركابي

 

أبي لم يتزوج ..

لكنه أنجب لي طفولة أُم

ووجه تعاقبت عليه حبات قمح ..
وقرنفلة خرساء في فم موجة

أبي لم يترك لي أرثاً سوى كبرياء نخلة
تغتسلُ بدموع آيوب

و زرقة حلم فيٌ سريرة سماء
تعلمٌت المشيّ على حبل عطر

وأخوات قصار ليس بينهن
ذراع عنكبوت ..
ولا سبأ تتساقط سهواً
من جيوب دهشة

لتسرق لي مفتاحاً يتذاكى على ..
جوع خبز

فأصطحبُ جبينه حتى علة فجر
وأن تناومت شروخ نجمة
في حقيبة دمعة

أبي لم يمشيٌ على أربع
وأن همتْ به نحلة تلسعُ ساعته
كل شهد

لكنه أخلص ..
فيٌ رسم ملامحي حتى جهات كتاب

ونامت نملة على خده ..
ليلة الرابع عشر من خوف

يدمنُ الشاي في أطراف سيجارة
تصحو كل لمحة وطن

ويقضمُ حلاو لمعادلة في حساب
ببهجة طفل ..
تنام تحت أظافره الدهشة
وثوب عيد

فأقرأ له غداً يذودُ عني بسيرة
من وجع ألوان لكل هنيهة برود

وحبات قلب تتفتت بين أوراقه .
فيلملمُ رصيفاً من حزن شمعة
تقهقه قبعات وخرائط ..
وتمسح عنها ذنب عصفور
كل مدينة تظفرُ بها ريح
ورصاصات صديقة

يهرعُ اليها بألفة قرية
وشعاع قلب ..
يستبق له باب ووسع الناي ظنونه

يُطلق غيمات وعصفور
لتستحم في بحيرة صبح

ويستأُذن نملة في أقرب كانون
لتشتق لها بيوتاً من أبتسامة تعريف

يرسلُ لي أرقاً بين أضغاث سهوة ..
في ليلة غير مؤنثة

تغتابُ سيرة أصابعها في منديل ندم

سأكون على بعد كسرى

لأكتبه في حقيبة مسافة
لا تجرؤ على دس عنواني
في شقوق نسيان

لا يوجد ما يوجد وما زالت نواياي
تضحكُ من نواياي ..
فالشروط اليْ مسنٌة ومحمومة
وتسعلُ الأسئلة في حنجرتها

وأواسط طيف ..
يستهلك أكثر الشجر لطأطأة ضمير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.