الحسين وبا يكتب : النبض المعيشي اليومي في سرديات القاصة سعيدة لقراري من خلال نص : الفوريان

استهلال :
بعد مجموعتها القصصية الأولى ” وداعا أحلام الغد عام2015 ” و ” عراة خلف الستار عام 2019 ” ، غشيت القاصة المغربية الساحة الأدبية – هذه المرة – بمجموعة قصصية جديدة بعنوان ” جيوب الخوف ” مكونة من ثمانية عشر نصا ، نالت عن جدارة ثقة سبع و وتسعين صفحة كاملة من الحجم المتوسط . بالإضافة إلى هذا الفيض المتنامي من الانتاجات السردية الممتعة تعرف الكاتبة دينامية فكرية و ثقافية مثيرة بالاهتمام و الإشادة ، حيث تشارك باستمرار في عدة ملتقيات وطنية للقصة القصيرة ، كما تساهم من حين لآخر في عدة ندوات ثقافية داخل عاصمة الجنوب / مراكش/ وخارجها . وهذا ما يدفعنا إلى القول : بان صنعة حبكة الفن القصصي. وتوابلها البنيوية تبقى لذيذة و فريدة مع القاصة سعيدة لقراري .
1/ ماحظة النص :
ا// قراءة في العنوان :
يتكون العنوان من لفظتين اسميتين على مستوى الشكل ، أما دلاليا :فالخوف شعور طبيعي ، ازدادت درجاته و دوافعه لدى الإنسان مع التحولات العلمية و الأخلاقية و الثقافية في العقود الأخيرة ،حيث أضحى الخوف يسكن الإنسان (ذكر و أنثى ) أناء الليل و أطراف النهار.
ب// فرضية النص :
تأسيسا على عتبة العنوان و مؤشرات النص الأول “خوف ثقيل “، نفترض أن القاصة ستتطرق الى مختلف المصادر و المنابع و الأسباب التي تسبب الخوف لدى الإنسان . خذ على سبيل المثال : النص 2 رياح على إيقاع كورونا .
2/ الفكرة الجوهرية التي يدور حولها النص :
– صدمة الساردة و معاناتها مع إجراءات الفوريان بعدما فقدت سيارتها بالباركين .
3/ الأفكار الثانوية :
-ذهول الساردة و صديقتها تجاه السيارة المختفية من الباركين .
-إقدام الكرديان بسرعة لإخبار السيدة بان الديباناج من يقف وراء جر سيارتها إلى الفوريان
– الكرديان شخص غامض يصطاد في الماء العكر .
-صعوبة الحصول على تاكسي بالشارع الرئيسي .
-تساق السيارات إلى الفوريان معلقة ، كما يعلق البطل من رجله بسرج الحصان في أفلام الكاوبوي .
– وجع انتظار الساردة بالفوريان رفقة صديقتها ،جعلها تتذكر الأغنية الخالدة لجيل جيلالة :
الله يا سفينة فين غادا بنا……و حنا فيك رهينة
– اخيرا فتح باب الفوريان الضخم ، و دخل الشرطي المنتظر راكبا سيارة الديباناج .
4/ عمليا الربط بالنص :
أ) الربط الدلالي :
* الضمائر: نا-لنا –هما –ه- هما – نا- ي- تا- ي –ها- هم-ه- ه- نا- هو-انت- ي- ه- نا- ونحن- ي- ها- ك- نحن-وهو-لها-ه- ي-ها-هو-نا-ها- هو-ه-نا- هي-هم – واو الجماعة- .
*أسماء الإشارة :هؤلاء- اولئك- هناك-هذا- هناك- تلك- هناك- ذلك-هذه- بذلك …..
ب) الربط التركيبي:
*العطف : الواو المتكررة في : ولم نشغل- و ينتعلها- و النصف –و يفسح – و كأني- و يقلل- ثم الفاء في : فطلب…….
*الزمان : الساعة تشير- ليلا- الحين- حين-فجأة- بعد……
4) الربط السببي :
التي- حتى –لام التعليل- حتى – لتنظم- ليضفي- لتقدم – انه- أنه……
5) الربط الموصولي:
الذي- التي- التي- الذي……..
6) الربط العارضي : أما- غير أن _
بالإضافة إلى كل ما سبق ، اعتمدت القاصة مجموعة متنوعة من الجمل الفعلية و الاسمية و الأساليب و التقنيات السردية لإضفاء طابع الإمتاع و السلاسة و الوضوح على نصوصها من جهة و إثارة شوق و فضول المتلقي نحو متعة القراءة من جهة أخرى. نذكرها على الشكل التالي :
*أ) الجمل الاسمية :
– خلف باب حديدي ضخم
– و التعب يداهمنا
– عند وصولنا إلى عين المكان
– عجيب أمر هؤلاء الكر ديانات
– سيارتي وسط صف كامل من السيارات
ب ) الجمل الفعلية :
– وجدنا نفسينا مضطرتين إلى الجلوس.
أنهكهما قلق الانتظار .
– قررنا التوجه نحو الباركين .
– لا نراهم إلا عند الإقرار.
– يظهر جليا أن هذا الكرديان ..
ج) الأساليب المعتمدة في النص :
– أسلوب النداء : يا فتاح- يا عليم- يارزاق- يا كريم …..
– أسلوب الوصف : باب حديدي ضخم –كرسيين مختلفين –حركة اتوماتيكية- المفاجأة الصادمة- كشلال منهمر- بصوت مرتفع – لسان واحد-حراستهم الناقصة –إنها شاغرة- المكان المنشود- …
– أسلوب الحال :مهرولا- و هو يقول- وهو يقلع بنا- وهي تساق- وانأ ابتسم – ونحن نحاول- و هو يرتشف –و هو يدفع …….
– أسلوب التشبيه : و كأني أشاهد- و و كأني لا اعرف صاحب الفعلة – و كأني و أنا أتأمل- و كأنه يحاول ….
– أسلوب التعريف : أتدفق رفقة صديقتي – أنادي الكاريان – هذا الكرديان – في الوقت و المكان المناسبين – الشارع الرئيسي – المكان المنشود –مصابيح الشارع المطلة عليه –الموظف الذي سلمني وصل نصف الغرامة – بالسيارة الفاخرة- الصمت الرهيب .
7) اللغة و الأسلوب :
تتميز نصوص “جيوب الخوف ” بلغة أدبية جميلة ، مليئة بالانزياح و الإيحاء ، مما البسها حلة الفن الحكائي الرفيع و كاننا امام الحريري في فن المقامات التي اعتبرها بارث لذة النصوص .انها المرويات االرائعة لتي تجبر أي كاتب ولو تعلق الامر بمحمود تيمور او أحمد بوزفور على الاستسلام امام ما اختاره لقراىه و يقدمه لهم ، تماما كما أجبرت القاصة ( بضم الالف المهموزة ) في النهاية على توظيف الأسلوب الوصفي الجذاب الذي يتناسب و نقل المشاهد وتصوير الأحداث بشكل يشد خاطر القارئ و يؤثر على وجدانه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.