” يا امرأة ” قصيدة للشاعرة مفيدة الجلاصي
أنت يا امرأة عانقت
لهيب الشمس عند الإشراق
ترشفت من حمم براكين الهجر
عند سارية الأشواق
تتساءلين وقد سكنتك
ذكريات الزمن الهارب،:
أتراه صوتي الذي يهمس لي
ام هو ظلي يتهاوى
على تخوم جدران روحي المنهكة؟!
كم تتاكلني الحيرة…
تتشتت أفكاري… اجدني
بين نور،وعتمة… بين شك ويقين
بين واقع وخيال…
اندس في لحظات الزمن
لأتجرع من ويلات العمر
اشواقا تناثرت هنا وهناك
اترشفها حد الثمالة….
اغيب في اروقة متاهات
اللاوجود…. أصير الغريبة
عن ذاتي… وما يتبدى لي
غير أطياف تناجي
في الدجى صداها
فيرتد إليها من الأبعاد
يصم الآذان إذ يحاكي
ما مر وما سيأتي
ترانيم حزينة مثل شدو
العصافير المهاجرة
ترى كيف تندمل الجراح وتبرأ ؟!
وكيف العبرات في الماقي تتحجر؟!
وانى لنا أن نلملم شتات
ما تبعثر منا من ازمنتنا
الهاربة منا في برزخ الذكرى
ثم تطلق صرخة البعث
في مستنقع اللازمن
في ملكوت أديم أرض
انبعثت على انقاض حلم
تسلل من زيف الأوهام
كم شهدت من حكايات
العابرين كالخرافة الكبرى
صدقها هؤلاء الحمقى
تغافلوا عن زهرة اهتزت للندى
ورقصت لخيوط الشمس الذهبية
تغنت مع الأطيار.. اسكرت النسيم
فاهدته قبلة الحب الخالد
وعدته بعشقها الأبدي
هكذا حدثت ذات الدل
تخبر عن نبوءة الآلهة
على أبواب المعبد المقدس
في مدينة تعطرت بمجدها
الصاخب في الآفاق
وذي الرياح تنطلق من عقالها
وترتفع أغنيات الغواني
نشوى في، المغاني
تسبح للآلهة ِ.. ظماى لمعانقة
صبح تنفس بثغر تبسم
على أديم ثرى معفر
بشكوى من احترقوا بزفرات
العشق، لوطن ينتظر
إشراق بركات صبح
تهز الأفئدة المكلومة كثكلى
قبعت تنتظر عودة فقيدها
وقد تربصت بها الخيبات
فيا امرأة تعانق أملا
رسمته على مرافئ الانتظار
وعدا… تنادي باسمه، المقدس
تبتسم في انكسارها
إذ تصلي في محرابه وتظل
سابحة في لج هواه إلى الأبد
(الدكتورة الشاعرة مفيدة الجلاصي)