” يوم لكِ وأيام عليكِ ” قصيدة للشاعرة : سعاد بازي

 

هكذا أرادوا أن يغسلوا صدأ الأيام في يوم
هكذا أرادوا أن يمحوا درن الأيام
بحفنة ورد
بقطرات عطر
بعلبة شكولاتة فاخرة
لكنك امرأة تفضلين الضوء في آخر النفق
تفضلين نورا في ٱخر هذه العتمة
لأنك لست ك ” دون كيشوت ”
تحاربين الظلام بشمعة من خشب
تحترق قبل الوصول
أنت امرأة لا يتم طمس هويتها
لذلك تعلمين أن العيد ماهو إلا كذبة كبرى
أعياد مقولبة التواريخ
بين الرابع عشر من شباط عيدا للحب
وثامن مارس عيدا للمرأة
لتلبسي الأحمر
لتمسكي وردة
ويطويك النسيان
يكثر المتبرعون بالنصائح
يجعلون منك آلة شغل وتفريخ
أين أنت من حضارات كانت تؤله المرأة
جعلت منها عشتارا، فينوسا
سيلينا وايزيس
جعلت منها ملكة كبلقيس وزنوبيا
كوني فقط رافضة للهشاشة
تجاوزي قيود الخصر والحزام الذهبي
قيود الأساور التي تدمي المعاصم
اتركي شهريار يصول بسيفه وحيفه
أنت امرأة تقول للحبل :
ابحثي عن عنق آخر يستسلم للشنق
تقول للفأس : هناك أصنام يليق بها الهدم
أنا امرأة غادرت مدرج الفرجة
شمرت عن ساقيها للركض
وإثبات الذات
سأسقي مساحات خضراء
قبل أن تصبح قفرا
سأركب صهوة التمرد
لأسدد طلقات محشوة برصاص الحب
أسقط بها كل الأوجاع
وجعا وجعا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.