” شهقة في الحلق” قصيدة للشاعر: أحمد نفاع
يا أنا
الطاعنُ
في الصمت
لم يبقَ لِي مِنِّي
إِلا ذاكِرةٌ بِخدُوش النسيان
وسبابةٌ ترتجف
حِين أكتب
أو
أتشهد
كنت كُلِّي ..
وذاكَ الذي كُنتُ
ذابَ في عناق الألوان
أمسَيتُ لاجئاً
مُهاجراً
إلي
كلُّهُم ..
عِندما كانُوا
يملؤُون الجُرُب بِشَرَه (١)
كنتُ أنا أسَيِّجُ
الفَراغ
أحتَسِي نَخْبَ
درُوبٍ مُعفَّرةٍ بِالتراب
أسمِعُ الدنيا النداء
أزرًعُ سِرَّ حَفائي
عِند مُفترَق
الشَّغبِ
و
التًّعب
كانوا / كلما ابتلَع المُحيطُ
نِعال الأحلام المهاجرة
قالوا / فَلْيَشربوا
خاتِرَ الرِّيقِ
والمِداد
ولْيُضمِّدوا الفَقد بالملح
يا ..
أنا العزيزُ
العابرُ لِبُحوري
إني أُقرِئُك العنفوان / ونُصحَ الكلام
مُدَّ يدَك لِنَاصية مَداري
فالحَبوُ في الحِبر
مُتعِبٌ
و
على
قارعة قَدَري
تجمَّعت قوافي وأعوام
وأقوامٌ عني
قالُوا /
إنَّهُ غًبشُ
الفَجرٍ الأزرَق
دعُوهُ يُقامِرُ بِنَردٍ مَمسُوح
دعُوهُ يَمسَح العَرق
ويعبرُ
خريفَ الجِسر
ليتوارى
إلى
مُنتَهاه
شاعر العالم الآخر
أحمد نفاع
المغرب
(١) الجُرُب / جمع جِراب : وِعاء لِحفظ الزاد وبعض الأشياء