بانوراما الجنون

 

مجدالدين سعودي. المغرب

 

(مسرحية مونودرامية جد قصيرة بطلتها مجنونة عاقلة، في تعقلها جنون، وفي جنونها تعقل).

 

المجنونة: أهلا بكم في عالمي المجنون، مزاجية أنا، أحب ثم أكره بسرعة، حبيبي سجادة أصلي من أجله في كل الأوقات، في اتجاه القبلة وفي كل الاتجاهات، (تبدأ في البكاء): حلمت أنني ارتكبت معصية، عندما بدأت في تقبيل حبيبي، لكنه عصاني وعصبني، فبدأت في شتمه وعضه، ألم أقل لكم أنني ارتكبت معصية، ها هي صورة حبيبي (تخاطب صورة)، سأقبل حبيبي (وبضحك هستيري) سأقتل حبيبي. نسيت أن حبيبي أصبح صديقي، وصديقي أصبح حبيبي، لكنه غدر بي ورابط في رباط بعيد، اذ سافر الى القمر ليحضر لي اناء العسل الذهبي، لأنني مولعة بالصور، فقد طلبت من حبيبي أخذ صور القمر في أفوله وحضوره وغيابه، في مطره وبرقه ورعده، في شتائه وربيعه، في خريفه وصيفه…

 

قالت لي الكاتبة رشا نعمان: (انها لحظة جنون، ربما جنوني أو جنونك عالم يجمعنا على طريق يملأه الصخب والزحام لم أرى فيه أحد سواك)، قلت لها:

كان حبيبي وصديقي يقترب مني، لكن الفنان الملعون فرانك زابا، حذر حبيبي قائلا: (لا تذهب الى الفراش مع امرأة أكثر جنونا منك)، لهذا لعنت في السر والعلن فرانك زابا، (تضحك)، نسيت أن أخبركم أنني غيورة، فالغيرة تأكلني وحبيبي يرابط في صفوف بعيدة عني.

ذات يوم مبارك، هرب حبيبي وصديقي، عندما استمع لمقولة سلمان رشدي: (عندما يدخل الجنون من الباب يهرب العقل من النافذة)، فهرب حبيبي.

(تخاطب الصورة): عد يا حبيبي، فأنا مشتاقة لارتكاب معاصي العشق ومستعدة لإسعادك بملكة النحل شخصيا، سأحضرها لك عربونا عن حبي وكراهيتي لك، شرط أن تغني لي ولوحدي أنا، فلا تنظر الى بقية النساء المرابطات في مدن بعيدة أو قريبة.

صمت أيها السادة، صدقوا نوال السعداوي، وهي تقول: (ما أقبح النُبل في لحظة الحب، وما أقبح العقل في لحظة الجنون) … فما أقبح حبيبي وما أجمله من صديق.

صحيح أنا عاقلة ولكن صدق سيغمون فرويد، وهو يقول في حقي: (يكون المرء في غاية الجنون عندما يحب).

أنا محبة وعاشقة وهائمة ومجنونة وسعيدة وشقية، بل في قمة سعادتي وأردد مع جون درايدن: (في الجنون سعادة أكيدة لا يُدركُها إلا المجانين).

(تصمت لحظات وتستمع لموسيقى حزينة، ثم تواصل): جنوني يا سادة يا كرام، هو تعقل العباقرة وحكم الفلاسفة، فأنا سعيدة بقتل حبيبي بجنوني، لأنني أحيا في صلاتي وقيامي وقعودي.

(تبدأ في ضحك هستيري): أمامي مخطوط كتب فيه دوستويفسكي: (هل تعرف مدى الجنون الذي يمكن أن تستسلم له امرأة تحب؟)، ولد لحرام هاد دوستويفسكي، والله انه يتحدث عني، ولن أسامحه طيلة حياتي، صحيح أنا امرأة عاشقة، فأعشق في وقتي الثالث والرابع والخامس، لعبتي المفضلة وهي العشق، فأعشق خيالي وخيال حبيبي، وأفرح في الوقت الضائع والوقت البدل الضائع في تعذيب حبيبي. (صمت)، نسيت أن أخبركم أنني لا أحب الا في الخيال وأقبل حبيبي في الخيال وأمارس معه العشق الحلال والغير الحلال في الخيال طبعا، والويل لحبيبي وصديقي ان أحب امرأة في الواقع.

(تبدأ في ضحك هستيري): أمامي مخطوط كتب فيه دوستويفسكي: (هل تعرف مدى الجنون الذي يمكن أن تستسلم له امرأة تحب؟)، ولد لحرام هاد دوستويفسكي، والله انه يتحدث عني، ولن أسامحه طيلة حياتي، صحيح أنا امرأة عاشقة، فأعشق في وقتي الثالث والرابع والخامس، لعبتي المفضلة وهي العشق، فأعشق خيالي وخيال حبيبي، وأفرح في الوقت الضائع والوقت البدل الضائع في تعذيب حبيبي. (صمت)، نسيت أن أخبركم أنني لا أحب الا في الخيال وأقبل حبيبي في الخيال وأمارس معه العشق الحلال والغير الحلال في الخيال طبعا، والويل لحبيبي وصديقي ان أحب امرأة في الواقع.

(تبدأ في تقطيع عدة صور وتحرقها): أنظروا ماذا فعل حبيبي وصديقي: جمع صور الصديقات والحبيبات، ليغضبني ويقتلني، لهذا سأقتل حبيبي وصديقاته وحبيباته، ومن تم سأبتكر حبيبا وصديقا يؤنسني في وقتي الثالث والرابع والخامس… (ضحك متواصل)
(ستار)

مجدالدين سعودي. المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.