“عمامة السلطان “قصيدة للشاعرة : خنساء ماجدي
أحيانا قد يأتي الأمل
بحجم عمامة سلطان عثماني
أحمله فوق رأسي بثقله البادخ،
قبل أن أخرج لمواجهة يوم جديد
بٱبتسامة على قيد الحياة
وقلب مدجج بذخيرة من القهقهات
أراوغ بعض الهموم والتوجسات
أفتش في دولابي عما يشغلني
عنها وعني
بالبحث عن قميص أو معطف
يناسب تقلبات الطقس
وكأني أبحث عن حلم قابع
في زاوية ثلاثية الأبعاد
هذا اليوم، هذا القلب وهذا الدولاب
كم من حكايات تحملها الأثواب؟
فبين طياتها نكهات الذكريات
عشب أخضر..كرز..شوكولا داكنة…
وألحان عالقة بأطراف الفساتين.
كم عدد التوجسات والإنكسارات
التي تشكلت على شهقات الثواني؟
لا أحد يلقي لها بال
فالهروب حكمة كما هي عمامة السلطان..
أغلق أزرار قميصي وأبواب القلب و الدولاب.
ثم أرش عطر الشغف
وأغض النظر عن مرآت خائنة
تعكس أحزاني .. تمر سحبا غابرة
حتى تجهش على غابتا النخيل
خوفا من تصحر واحات الأعين
فأتكحل بالأماني…
وأمضي أدندن دون وعي شجوا يأسرني
من أوبرا “لا تراڤياطا”
و أردد “مونولوج” يسكن خلايا الوعي الرمادي :
لا أنثى تعيش الآن في القميص الزهري
أنت وحدك
تعتني بك، ترتب دواخلك
تنتشلك من عمق شرود النفس
على مشارف زمن عاتي
وتربت على كتف الأشجان.
خ.م – تطوان
1 فبراير 2024م