” في الحرف متسع للغفران ” قصيدة للشاعرة : هنيئة الصيفي

عيون الليل مترمدات الحس
في قرار الأفول
يرتد صدى آنات مذبوحة الشرايين
مثل الانتحاب

على جبهة الهزيع
حلم من أصيص المتاهة
لوّن المدى الأرجواني بالمداد
استبد بالليل
أقحمَ في شغاف القلب الاشتياق المجنون
أقحمني ..
أرداني شلال فرح و أحزان .

أحبّك الأمس/الآن و الآتي ..
وحشة الحنين تحتدم داخل
حروقي
أشْرِعُ في الغناء
حنجرتي مزمار عليل
يهز حلق الأنين ..
و لا يأتي موعد الغناء
يحترف اليتم أغنيتي

حرف أنا .. حرفان
وجع و جحيم
من أين لي ان أدخل الغفران ؟
أتسلل من زمني
زمني جرح مزمن
زمني نفق لا زمن

جرح أنا .. جراحات
تتدفق بين العروق
تتشعب في الجسد
أبد من أشلاء

على مشجب الآهات المنسوجة من
قلبي و أحزان المساء
أغلق فوانيس الدمع
توقظ الأنواء في صدري
ذبيب الشعر
و لن يأتي موعد البكاء

أبد هو من نور
دائم كالهواء ..
كالماء ..
عطره مازال في غمده
طيفه يستقر على مرآتي المبهمة
هل أستطيع محاربة النور ؟
هل أستطيع محاكمة الطيف؟
و هل أستطيع إعدام العطر ؟

الفضاء يضيق بأركانه
تحول دوني قضبان الاغتراب
ألُمّ الروح في رئتيّ قصيدة ببحرها
الكامل
يينع فيها قبس توهج
حيث كان الحرف يجلو ..
فغاب
قد تترفّقُ أبجديته
و ألقاه بغير مكان و زمان

مواويل الشوق باسمه تبدأ
في حضنه كنت أستريح حين
أتعب
ربما تلفظ عقارب شفتيه
“أنا في انتظاركِ”

من عينيه يمتد البحر خمرة إلى
لغة الدفء عند ابتداء السهر
ذنبي أنني أحببت
ذنبه أنني أحبّه

أيها الوجع المزمن
كيف لو خذلتك
و أقتلعت جذورك بمقص
الغواية !؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.