حروفي اليوم متعبة
تثقل كاهلي بشتات تعابيرها
ترخي عقيم فراغها بذاكرتي
لا شيء يذكر بأسماء الأماكن والأزمان
وحشة الصمت الصامد بداخلي يرخي كٱبته
على طاولة النسيان ،
لا أثر لبقايا حلم يغازل الأمل
سوى صراخ قاتم يعج به المكان
ويزيد من أرق الأمنيات
لترسم على تجاعيد الوجوه عباراتها.
حروفي اليوم متعبة
فرت من بين سراديب أغوارها
ترسل دهشة السؤال المختصر
من وراء ألواحها،
يغمرها الرماد المتطاير
من نيران خمدت بعد شبعها
وشعاع شمس باردة
تنير بقايا أرواح تستريح
لتنبعث كالعنقاء من سباتها،
تغزل خيوطا تتساقط زهرا
يرصع إكليل هامات الأحياء.
حروفي اليوم متعبة
تتساقط إربا
تصارع سبات حبر نسي لونه
لتكتب بحروف ضجرة صرخة صحوة ،
وترسم على ألواح حلم عناقيدا
نخبها لحون خلود وانتصار
تشتهيها كل الأيدي الممدودة
في ظل العراء،
تضمد كل الجروح المعلقة
على اجنحة الفناء،
وتسافر عبر الفيافي والخلاء
تمد كل نفس منهكة
بجرعة هواء،
وتحث بقايا الحلم املا
لسبيل الضياء.
حروفي اليوم متعبة
تغازل خيوط المدى
تتمايل بجنون بين الأرض والسماء
تلبي دعوة النداء
تمد أياديها البيضاء
المتخمة بدماء الأبرياء ،
لتخط بمداد الرماد
بكل القواميس والأسفار
أن عهدنا غير بائد
وأنا هنا نثمل من عرقنا
ونقاوم كفرسان حد الفناء ؟
حورية/المغرب
من ديوان “لمن نقطف 🌒 القمر.