الفنانة التشكيلية رقية اسميلي تحاكي بعبقرية الرموز والألوان تداعيات الزلزال المدمر…

بقلم سعيد الهياق

ولأن الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من الواقع، فأكيد أن الفنان التشكيلي يتأثر كباقي الناس بالاهتزازات والتصدعات الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالواقع الاجتماعي. وفي ظل هذه الظرفية العصيبة جراء الزلزال المدمر ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023 بإقليمي الحوز وتارودانت بالمملكة المغربية، والذي خلف أعداداً من الضحايا والجرحى والمصابين،  انخرطت الفنانة التشكيلية رقية السميلي بإبداع جديد يلامس إلى حد تلك الأزمات السيكولوجية التي اهتزت على إثرها المشاعر الفردية والجماعية بصورة مؤثرة لم يشهد لها المغرب مثيلاً منذ زلزال أكادير سنة 1960، فأبدعت الفنانة التشكيلية رقية اسميلي بأناملها الذهبية في دمج تقنيات الألوان والرموز المتعددة الدلالات بأبعاد فلسفية لتجسيد الواقع الموجع الذي زلزل كيان المجتمع المغربي والعالمي فسارعت هيئات المجتمع المدني بسرعة فائقة وبحس وطني قل نظيره في التضامن والتكافل مع عائلات الضحايا رغم الظروف الجغرافية الصعبة بالمناطق المنكوبة. وقد لامست الفنانة التشكيلية رقية اسميلي بحس إبداعي بعض الآثار النفسية والآلام الموجعة التي خلفها هذا الزلزال الصاعق بلمسات فنية في غاية الدقة والجمالية الفنية.

 

هذا وقد تحتاج هذه الملحمة الفنية إلى قراءات نقدية عميقة من النقاد والمتخصصين من أجل سبر أغوار الحقائق الكامنة فيما وراء التحفة الفنية البديعة، حيث تعبر الفنانة التشكيلية رقية السميلي عن علو كعبها في التحكم بعقلانية في حركية الألوان والرموز؛ وهي بذلك تجسد عبقرية الفنان الأمريكي العالمي بول جاكسون بولوك : ” أستطيع التحكم في حركاتي أثناء الرسم وليس هناك مجال للصدفة”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.