لوبوان24: قضية الصحراء المغربية تؤزم العلاقة مجددا بين الجزائر وإسبانيا

محمد الرضاوي:

تطرقت  الصحافة الإسبانية عقب إعلان بيدرو سانشيز عن اتفاقه مع زعيمة حزب “سومر”  يولاندا دياز، للتحالف من أجل تشكيل حكومة إسبانية جديدة، أن زعيم حزب العمال الاشتراكي بات قريبا من الاستمرار على رأس الحكومة لأربع سنوات أخرى، حيث لم يبق أمامه سوى الحصول على 7 أصوات لتحقيق الأغلبية، وهو ما سيدفعه للتفاوض مع الأحزاب الكتالونية بالخصوص للحصول عليها، بالنظر إلى وجود توافقات إيديولوجية بينها وبين حزب سانشيز عدا الخلاف بشأن بعض القضايا، أبرزها الانفصال.

وتستبعد أغلب التحليلات السياسية في الصحافة الإسبانية، أن يُخفق سانشيز في تشكيل الأغلبية وتولي الحكومة الإسبانية من جديد، في ظل وجود العديد من المؤشرات الإيجابية التي ظهرت على السطح، خاصة بعد إعلان التحالف مع حزب “سومار”، وتقدم المفاوضات مع الأحزاب الأخرى التي ترفض إخلاء السبيل لليمنيين لتولي الحكومة في مدريد.

هذه الأنباء التي تراها العديد من الأطراف السياسية في إسبانيا إيجابية، من أجل تجاوز الوضع الحالي وتشكيل الحكومة في أقرب وقت، هي في الضفة الأخرى، وبالخصوص لدى الجزائر، أنباء سلبية، بالنظر إلى أن قادة قصر المرادية كانوا يأملون في سقوط بيدرو سانشيز، لكونه حسب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، هو سبب الأزمة بين إسبانيا والجزائر، بعد اتخاذه لقرار دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء.

ونظرا لأن الجزائر هي الداعم الرئيسي لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، فإن التطورات السياسية الحاصلة في الجارة الشمالية، إسبانيا، تعني أن الأزمة بين البلدين من المرتقب أن تستمر خلال ولاية سانشيز الجديدة في حالة تشكيله للحكومة، ولاسيما أن الجزائر وضعت شرط تراجع مدريد عن دعم المغرب في قضية الصحراء، من أجل تجاوز الأزمة مع إسبانيا واستئناف العلاقات الثنائية.

ووفق ما جرى خلال الفترة المنتهية لبيدرو سانشيز، ولا حتى الفترة الحالية المؤقتة له كرئيس للحكومة الإسبانية، فإنه يُستبعد أن يقدم على خطوة التراجع عن موقفه السابق الداعم للمغرب في قضية الصحراء في حالة بقائه لولاية جديدة، ما يشير إلى أن الجزائر ستخسر علاقاتها مع إسبانيا لـأربع  سنوات أخرى، في ظل عدم الاستجابة لإصلاح العلاقات التي سبق أن دعت إليها مدريد، شرط ألا تتدخل الجزائر في شؤونها وعلاقاتها الخارجية.

ويرى كثير من المتتبعين لقضية الصحراء المغربية، أن هذه الخطوات التي تتخذها الجزائر دعما لجبهة “البوليساريو” حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها الخاصة خسارة علاقاتها السياسية والاقتصادية مع إسبانيا لعدة سنوات، يُفند الادعاءات الجزائرية التي تدعي بأنها ليست طرفا في هذا النزاع، وأن المشكل قائم بين المغرب والجبهة الانفصالية فقط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.