الأديب عبد العزيز برعود في قصيدة: كوميديا …!!
عبد العزيز برعود. المغرب
أشرئب إلى أفق ليس لي..
وسمائي نصال ايماض
تجز هامة كبريائي
حلمات نافرة
أفكاري
يفزعها صوت القبرات
ودمي حمرة قانية
تعيد صوغ الغروب
ثمة جلبة في الرأس
وكواكب متدافعة
في دوامة محتدمة،
تتداعى كلها للسقوط
———–
لا شيء يجعل من هذه الوحشة
محتملة
سوى قطار الذكريات
وهو يعبر شريط المخيلة
في هدأة السريرة
يشق أحشاء الزمن
الخلاسي
في أزيز الظهيرة
وأنفاس خبيئة تصعد
من رهاف الأثير…!!
————
يا لهذا الليل الساجي
العقيم
يحشد جحافل الكوابيس
لاغتيال بنات أحلامي
يوقظ في نعاسي /عزلتي
أشباح الخلائق المتمردة
فأزحف صوب حتفي
كصرصار عميد
أصغي الى تقاسيم الريح
وإلى أنين الموتى
وهم يرقصون على
مغاريب
النايات الحزينة
————
أمتطي سفن البوح
بلا اشرعة
أعتلي مدارج الشك
فأتيه في سرادق الذات
المرهقة من فرط
السؤال
وأمشي عاريا إلى سدرة
المشتهى..
قبلة اليقين…!!
———-
كذئاب برية..
تنهشني هواجسي
يطاردني لهاثها
في مفازات تعوي
فيها تعاويذ الريح
امحوا لوح رجسي
بصلصال الخليقة
وعلى صخرة الوقت
أنقش تعاليم العشق
وأتلوا نشيد المؤمنين،
العابرين إلى الله
في كوميديا الحياة
تأسرني مدائن الإغراء
تحضنني في شسع المسافة
أهيم في عشق وثني
مخمور بالشهوة
والجنون
وفي حلول التأويل
يلبسني هجس صوفي
فأشرب نخب الصبوات
في قفر الفلوات
وأكحل عيون الليل
برماد الشمس
———–
هناك في الأقاصي
تتبدى لي غابات الحور
مفعمة بالرعشات الأولى
مسيجة بقداس الحكمة
وجؤار الملائكة
من أعراشها يصعد سفر
التكوين
يبهرني صمت الأديرة
القصية
القابعة في ملكوت
الدهشة
الأديرة المدججة بالسر
والرهبة
الجاثمة في عراء
الأبجدية
منها يتشكل الليل
ينفجر النهار…!!
من ديوان : وراء المابين