وادي زم: مآثر طالها النسيان …في طريقها الى الزوال
وليد كاليش
وادي زم كمحطة، عُرفت بنضالها المستميت دفاعا عن الوطن ضد المستعمر الفرنسي، ومجد مناضليها، ورغم ذلك لم تشفع لها، لتجد نفسها اليوم، منسية مقصية من ذاكرة التاريخ، وتصطدم في ذات الوقت بغياب تقييم تاريخي لأحداثها ووقائعها الكثيرة والمختلفة أمام الحديث عن وادي زم كمنطقة حضارية بين مناطق المغرب.
وذلك بعد تزايد عمليات التخريب التي تعرفها هذه المآثر التاريخية بين الفينة والاخرى من طرف عصابات هدفها هو القضاء على ما تبقى من هذه المآثر لكبح وطمس هوية الشهيدة، وما عملية التخريب الذي عرفتها الكنيسة وحيط حمو والبحيرة ودشر والمباني المجاورة للسكة…. إلا دليل واضح على مدى الاستهتار الذي ما يزال البعض يتعامل به مع الموروث التاريخي للمدينة،
وما تلاها من استنكار شديد مما أجج غضب الساكنة على هذا الفعل الاجرامي متناسين ان وادي زم مدينة الشهداء ملحمة، تراث، ثقافة، آدب، إضافة إلى الكرم، أنجبت العديد من الشخصيات التي ينبغي أن تنال حقها، و تُعطى لها الأهمية اللازمة التي تليق بها،
فمسيرة وادي زم مستمرة وتأمل ساكنتها مواصلة طريق التنمية والازدهار والنهضة المعرفية والفكرية، وتطالب مسؤولي الجماعة الحضرية والسلطات الوصية للدخول في مقاربات تشاركية تواصلية مع جميع فعاليات المجتمع المدني لإخراج المدينة من كل ما سبق ذكره انفا،
ومحاولة الرقي بالمشاريع التنموية الجاري إنجازها، وتطوير جميع المرافق الاجتماعية، الثقافية والفنية، وفتح الباب أمام الاستثمارات للتغلب أو للقضاء شيئا ما على العطالة والبطالة التي تسيطر بشكل بارز على شوارع المدينة المناضلة.