عالم الرياضة وبالخصوص ملعب كرة القدم بمدينة وادي زم

عبد العزيز العسلي. وادي زم

 

كان في الزمن القريب المتنفس الوحيد الذي تلجأ له كل الشرائح الاجتماعية من أبناء المدينة شيوخا وشبابا وأطفالا وحتى من عالم المرأة ، والكثير من أفراد الأسرة الواحدة كانت تذهب جماعة بحثا عن عملية الفرجة والاستمتاع باللعبة ،في الحقيقة كانت الفرجة والمتعة والاحترام داخل الملعب عملة مضمونة ، لا تسمع لا كلام قبيح ولا نابي من اي متفرج ،تسمع فقط التشجيعات لنادي عريق اغلبية لاعبيه ان لم نقل كلهم نبتوا وتربوا في تربة مدينة الشهداء وأبلوا البلاء الحسن تضحية وأخلاقا وكرة .من الصعب أن تلاقي مشاجرات بين أبناء المدينة ،الجميع متكتل وراء فريقه الا في القليل من اللقاءات التي كانت تجمع السريع بأولمبيك خريبكة نظرا لحساسية الجوار والندية التي كانت تتسم بها المقابلات التي كانت تجمعهما.

اليوم كل المعادلات تغيرت في عهد الرداءة ،أغلبية اللاعبين يتم جلبهم من خارج المدينة وكأن امهات المدينة أصبحت لا تنجبن أمثال الأساطير التي حملت القميص الوادزمي طوال العقود التي خلت ،كان المدرب يجد صعوبة في اختيار 11 لاعب للمنازلة على مستوى كل مباراة ،كان الكل ان لم نقل جميع اللاعبين يلعبون بدون مقابل الا في حالات جد نادرة ويتركون لحمهم فوق الملعب كما يقال ،ولا اخفي عليكم سرا لأقول  ان بعض اللاعبين الموظفين آنذاك كانوا يتنازلون على تلك المنحة الدسمة عفوا الماكروسكوبية للعاطلين منهم ،المنحة كانت لا تتجاوز 30 درهم في حالة الانتصار و10 دراهم في حالة التعادل ،ورغم ذلك الكل لا يفهم الا لغة الانتصار وحب لون القميص ،المسؤول على الفريق الى جوار بعض الوجوه المحبة من أعيان المدينة تصرف من جيوبها من أجل كرامة وعزة المدينة ،تحتضن هذه الأعيان مرة مرة اللاعبين مشرعة وفاتحة لهم منازلهم ،تكرمهم وتطعمهم وترفع من معنوياتهم من أجل القادم من المباريات ،أصحاب المقاهي يستقبلون اللاعبين كأبطال ويقدمون لهم كل أنواع المشروبات بالمجان وقس على ذلك .عشرات فرق الأحياء تتبارى أسبوعيا على بطولة الأحياء كل سنة وكؤوس المناسبات الوطنية .الندية والمنافسة كانت حاضرة على الرغم من حدتها حيث كانت تتابعها جماهير غفيرة مثل ما نشاهده اليوم ،أجيال وأجيال كانت خزانا للسريع .مدربون أكفاء مقابل الفتات أو حتى دون مقابل مادي وهم اليوم في طَي النسيان ، أعطوا الشيء الكثير لهذه المدينة ،حضورهم كان شبه يومي صباحا ومساء على ارضية الملعب حيث بالامس القريب كان بعض المسيرين المتطوعين لوجه الله لا يبحثون لا على كراسي ولا على مصالح شخصية ولا على أصوات انتخابية يساهم كل حسب امكانياته المادية من اجل اطعام الفريق وتنقله ، فسلام الله على كل من لعب لنادي السريع بدون مقابل ونتمنى له طول العمر ،ونطلب الله ان يرحم كل من غادرنا الى دار الآخرة ،وتحية رياضية خالصة الى من يحب السريع ويشجعه لانه فقط يحبه ولا يريد من ورائه لا سفرا ولا بذلة ولا مليما او الى ذلك الذي يعمل الى جانبه دون البحث عن اي مصلحة شخصية ،والخزي والعار الى كل من سبق له ان سرق مليم واحد من مالية الفريق او تحمل مسؤولية تسييره لأغراض شخصية دنيئة ، وهذا وعلى الرغم من كل ما يقع اليوم، فتحية خالصة لنادي السريع ونتمنى له العودة الى ايام أمجاده لإدخال الفرحة وإعطاء الفرجة لكل محبيه،  وهذا ليس بالمستحيل اذا توحدت كل النيات الحسنة وعرف الجميع ان نادي السريع هو ملك لكل ابناء المدينة ويجب ان يبقى كذلك بعيد عن كل الحسابات الضيقة على الرغم ان الظروف والمعادلات تغيرت كثيرا حيث اصبحت المادة هي العملة الرائجة والمتحكمة ،وفي الأخير أقول وأكرر ان الحوار ولا شىء غير الحوار والعمل على تحييد الرياضة عن السياسة والتحكم وابعاد بعض المتملقين الانتهازيين وبعض الدودات الزائدة وبعض الطحالب واصحاب التبضع والسفريات عن محيط ودائرة الفريق هو السبيل الوحيد لإنقاذه ومناشدة اصحاب التجربة وشرفاء المدينة المحبين الحقيقيين للفريق لتحمل المسؤولية وهو الحل الوحيد لكل القضايا المطروحة داخل او خارج المجال الرياضي بالمدينة ،اما الاقلام المأجورة التي تغترف من مالية الفريق فيمكنها ان تكذب العديد من المرات ولكن الحقيقة المرة لابد لها ان تسطع وفي القريب العاجل ، وتحية رياضية للجميع .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.