أهداب بهية
مجدالدين سعودي. المغرب
استهلال
وكان الحزن نبراسا وامتحانا.
وأعلنت كل مدن العشق الحداد.
وهتف واسيني الأعرج: (شيء ما في المدن العربية يجعلها حزينة دوماً حتى وهي في أقصى حالات الفرح).
كان الفرح ينتظر الافراج عن ألم دفين في انتظار صحة منفلتة وهاربة.
فليحضر الفرح المؤجل اذن.
وتذكرت المثل التشيكوسلوفاكي القائل: (الفرح نصف الصحة.)
1 أهداف متعبة
اعترفت صاحبة الأهداب البهية قائلة: أنا متعبة.
هتفت: لتكن استراحة محاربة.
قالت: أنا خائفة والألم يحيط بي.
قلت: سيختفي الألم وتعودين قوية.
ولهذا هتف محمد الماغوط: (الفرح مؤجل كالثأر من جيل إلى جيل، وعلينا قبل أن نُعَلِّم الناس الفرح، أن نعرف أولا كيف نتهجأ الحزن).
2 أهداب متشظية
قالت بحيرة: أخاف أن أتمسك بأهداب واهية.
قلت: ستتمسكين بروح أبية تصارع الحياة من أجل الحياة.
فهتف جبران خليل جبران: (كلٌمـا عمٌق الحزنٌ حفرَةً في كينونتك، ازدادت قُدرتك على احتواء فَرح أكثر).
وبروح التفاؤل كتب فرويد: (التشاؤم يفضي إلى الضعف، بينما التفاؤل يقودك إلى القوة.).
3 أهداب بهية
قلت: ستعيشين طويلا
أجابت: كيف؟
قلت بلسان شيكسبير: (قلب لا يبالي يعيش طويلا).
بروح الحكمة يكتب محمود درويش: (وإذا جاءك الفرح مرة أخرى، فلا تذّكر خيانته السابقة.. أدخل الفرح وانفجر!)
عادت للأهداب البهية الحياة.
قالت وهي تنط بالفرحة: (ما أجملك حبيبي )…
قلت: (ما أجملك حبيبتي).
فشربنا من كأس المحبة صحة وسعادة.
خاتمة
تعلمنا المحن الثبات وعرفة المواقف النبيلة والشجاعة.
ويصدق في البعض المثل الإيطالي: (الفرح لا عائلة له، وللحزن زوجة وأولاد.)
ولهذا قال جبران خليل جبران: (إنك قد تنسى انسانا شاطرته الضحك والفرح ولكن لا يمكنك أن تنسى أبدا شخصا حزنت معه وبكيت.)
مجدالدين سعودي. المغرب