مجدالدين سعودي: شعلة أحاسيس نعيم (الجنيد البغدادي)

مجدالدين سعودي. المغرب

 

استهلال

وجاء في باب النعيم: (ما النعيم؟)

فقيل: (النَّعِيمُ: حسن الحال وراحة البال، ما يُتلذّذ به في الدُّنيا من الصَّحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب)1، وكذلك: (النَّعِيمُ ما استُمْتِع به. )1
وكذلك: (والنَّعِيمُ غَضَارةَ العيش وحُسْنُ الحال) 1، ويقال: (هو نعيمَ البال: مرتاحُه هادئُه. )1

قلت لبهية الروح: هل تحفظين سر مكاشفاتي؟

قالت: همتي من همتك، وهمتك من همتي.

هتف الجنيد البغدادي: (عليكم بحفظ الهمة؛ فان حفظ الهمة مقدمة الأشياء)

وسئل الجنيد البغدادي: (من أي شيء بكاء المحب إذا لقي المحبوب؟ فقال: إنما يكون ذلك سرورا به ووجدا من شدة الشوق إليه).

1 همس وشمس

همست لبهية الروح: عزيزتي، أنت شمسي.

تساءلت: ومن غير المجد، الشمس به تهيم؟

أجبت: هو النعيم.

تساءلت: ومن هي بهية الروح، التي يروض الحروف من أجلها؟

أجبت: أنت عزيزتي.

تساءلت مرة أخرى: ومن يعتلي أدراج البوح ويصيب؟

أجبت: أنت شغف النعيم.

وووووووو

قال الإمام الجنيد: (الشغف ألا يرى المحب جفاء، بل يراه عدلا منه ووفاء).

تطلع الشمس من بهاء الشوق الوجد.

ووووووووو

قال الجنيد: (ولقد بلغني أن أخوين تعانقا فقال أحدهما: واشوقاه، وقال الآخر وواجداه).

 

2 مراتب المحبة:

(أولها العلاقة: وسميت بذلك لتعلق القلب بالمحبوب.

الثانية الإرادة: وهي ميل القلب إلى محبوبه وطلبه له.

الثالثة الصبابة: وهي انصباب القلب إلى المحبوب بحيث لا يملكه صاحبه…

الرابعة الغرام: وهو الحب اللازم للقلب لا يفارقه…

الخامسة الوداد: وهو صفو المحبة، وخالصها، ولبها.

السادسة الشغف: وهو وصول الحب إلى شغاف القلب.

السابعة العشق: وهو الحب المفرط الذي يخاف على صاحبه منه.

الثامنة التتيّم: وهو التعبد والتذلل، يقال: تيّمه الحب أي ذلّله وعبّده.

التاسعة التعبد: وهو فرق التتيم، فإن العبد لم يبق له شيء من نفسه.

العاشرة الخلة: وهي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه، حتى لم يبق موضع لغير المحبوب).2

3 من علامات المحبة

وهي: (كتمان الحب، واجتناب الدعوى، والتوقي من إظهار الوجد والمحبة تعظيما للمحبوب وإجلالا له، وهيبة منه، وغيرة على سره)3

قال الجنيد: (علامة كمال الحب: دوام ذكره (أي ذكر المحبوب) في القلب بالفرح والسرور، والشوق إليه، والأنس به، وأثرة محبة نفسه، والرضا بكل ما يصنع)

قلت لبهية الروح: عزيزتي البهية، هذا ما أفعله.

قال الجنيد البغدادي: (علامة المحب دوام النشاط الدؤوب بشهوة تُفتر بدنه ولا تُفتر قلبه.)

قلت لبهية الروح: سأكتب اسمك بحروف من ذهب.  لأني كلي شوق لك.

قالت: شوقي هو شوقك، وشوقك هو شوقي.

4 من صفات العاشق

قلت لها في بوح عميق: أيتها المخلصة الوفية، كلك إخلاص.

هتفت بطعم رباني: اخلاصك هو اخلاصي، واخلاصي هو اخلاصك.

ردد الجنيد البغدادي مقولة ربانية: (سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله).

قلت بصدق: بهية روحي، أنا صادق.

هتفت عزيزتي البهية: صدقك من صدقي، وصدقي من صدقك.

أجابنا الجنيد البغدادي:(حقيقة الصدق أن تصدق في مواطن لا ينجيك منها إلا الكذب)

قالت: وعلامات هذا الحب لبهية روحك؟

هتف الجنيد: (علامة كمال الحب دوام ذكره في القلب، بالفرح، والسرور، والشوق إليه، والأنس به)

5 قبلة الروح والقلب

قلت بلوعة: والقبلة؟

قالت: أي قبلة تقصد، و(القصد الى الله تعالى)4

قلت: بالكسرة…

قالت: أن تولي وجهك شطر السماء، لتعانق البهاء.

قلت: وبالضمة؟

قالت: أن تعانق بشوق ومحبة، هذا الوجد.

خاتمة

كتبت لها دون وداع:

هذا ما علمني إياه الجنيد البغدادي:(التوكل عمل القلب، والتوحيد قول القلب.) 

مجدالدين سعودي. المغرب

 

احالات

1 قواميس اللغة

2 مراتب المحبة: موقع درر

3 موقع جامع الكتب الإسلامية

4 الجنيد البغدادي: كتاب: (القصد الى الله تعالى)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.