والضباب لن يبتلع (ايزيس)، سيدة البهاء
مجدالدين سعودي. المغرب/
استهلال:
اشتقنا لسيدة البهاء (ايزيس)…
تحمل ماء الزهر…
تعشق القمر…
وتحمل بين يديها الطاهرتين القدر…
وللتذكير فقط:
(ومعروف أن (أوزوريس) الذي أصبح فيما بعد سيداً للأبدية، قد قتله أخوه (ست) رمز الشر والظلم ومزقه الى أشلاء فيما ظلت حبيبته وزوجته ايزيس لسنوات تجمع أشلاءه الى أن بعث من جديد…).
1 شوق
وايزيس هي ربة القمر…
من لا شوق له، لا قمر له…
من لا قمر له، لا قدر له…
ذات شوق هتف طاغور: (القناعة هي الإكتفاء بالموجود وترك الشوق إلى المفقود).
فكان رد ابن حزم الأندلسي: (لن تتوقف رسائل الشوق إليك.. حتى يفنى بي العمر أو ألقاك).
وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي، وهو ينشد:
(ورائحة الشوق عند اللقاء.. كرائحة الأرض بعد المطر،
لأن حياة الثرى بعض ماء.. وتحيا القلوب ببعض البشر).
2 عزف اليمام
ذات بهاء قلت لايزيس:
(بهاء المحبة والسلام
أيا عزف اليمام).
فغنى محمود درويش: (الغائبان: أنا وأنتِ أنا وأنتِ الغائبان زوجا يمام أَبيضان يتَسَامران على غُصون السنديان)
ثم أنشد محمود درويش مقطع اليمام من قصيدة (يطير الحمام):
(يطير الحمام
يحط الحمام
أعدي لي الأرض كي أستريح
فإني أحبك حتى التعب..
صباحك فاكهة للأغاني
وهذا المساء ذهب
ونحن لنا حين يدخل ظل إلى ظله في الرخام
وأشبه نفسي حين أعلق نفسي
على عنق لا تعانق غير الغمام
وأنت الهواء الذي يتعرى أمامي كدمع العنب
وأنت بداية عائلة الموج حين تشبث بالبر
حين اغترب
وإني أحبك، أنت بداية روحي وأنت الختام
يطير الحمام
يحط الحمام)
فتحت برديات ونقوشفرعونية قديمة، فقرأت لكم (من قصيدة العاشقة العذراء عن بردية شستربيتى) :
(لقد أثار حبيبى قلبي بصوته.. وتركني فريسة لقلقي وتلهفي.. انه يسكن قريبًا من بيت والدتي.. ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه.. ربما تستطيع أمي أن تتصرف حيال ذلك – ويجب أن أتحدث معها وأبوح لها – انه لا يعلم برغبتي في أن آخذه بين أحضاني.. ولا يعرف ما دفعني للإفصاح بسري لأمي.. إن قلبي يسرع في دقاته عندما أفكر في حبي – انه ينتفض في مكانه…
لقد أصبحت لا أعرف كيف أرتدي ملابسي.. ولا أضع المساحيق حول عيني ولا أتعطر أبدًا بالروائح الزكية).
3 ضباب
والضباب تعويذة بهية من زمن البهاء…
وان ركبت سيدة البهاء مركبة الضباب، سنقول لها بلسان أوسكار وايلد: (المعرفة تقتل، إن الضباب هو ما يجعل الأشياء ساحرة).
وهتف الفنان محمد مراد: (في الطبيعة كل شيء له وظيفة، ووظيفة الضباب هي الزيادة من الجمال الموجود).
و من قصيدة (إيزيس العاشقة الأولى: النداء الأبدي لأوزوريس بردية برلين رقم 3008)، نقرأ لكم:
(تعالي نحو بيتك تعالي إلى بيتك.. أنت يا من لا أعداء له.. أيها الشاب الجميل الطلعة
تعالي الى بيتك لكي تراني.. لا تفترق عنى أبداً.. أنا لا أراك.. ولكن قلبي يتطلع للقياك وعيوني تبحث عنك.. تعالي يا من توقف قلبه عن الخفقان.. انني أناديك ويرج صراخي أجواء السماء.. ولكنك لا تسمع صوتي.. أنت لم تحب امرأة أخرى سواي).
4 فالنتين
هتف أوزيريس، والمناسبة عيد:
ايزيس، دمت بألف عيد ومجد سعيد…
كل بهاء وأنت العيد..
وكل عيد وأنت بألف عيد…
فكانت هذه الترنيمة البهية وهي من نماذج الشعر المصري القديمة (ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس):
(أحضر توا يا سيدي يا من ذهبت بعيدًا.. احضر لكي تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار.
لقد أخذت قلبي بعيداً عنى آلاف الأميال.. معك أنت فقط أرغب في فعل ما أحب
إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود.. فسوف أصحبك فأنا أخشى أن يقتلني طيفون (الشيطان ست)
لقد أتيت هنا من أجل حبي لك.. فلتحرر جسدي من حبك).
خاتمة
وفي انتظار انقشاع الضباب، نقول بلسان جلال الدين الرومي: (إلى أن يحين الوصال فإن الشوق لا ينته).
قالت ايزيس: (مركبة البهاء ابتلعها الضباب)
وأجبتها: (الضباب لن يبتلع، (ايزيس)، سيدة البهاء)
وكل ايزيس وأنتم بألف بهاء…