ذات مساء…
سألتُ القلم: ماذا ستقول؟
سكتَ يتأمَّلُني ثم انسَكَب:
رأيتِ ذاك المَسير؟
ليس له آخِرُُ و لا نورُ السّبيل
فلا يَهُزَّنَّكِ كثْرة التَّهليل…
ولا شِدَّة الإنكار والتَّقليل..
اُنظُري لأقصى الأثير عند الأصيل…
تَأَمَّلي وعَلِّمي كُلَّ مُغتاب مَعيب
أنَّ شمس الأمْس لا تَغيب..
الأرض بحِراكها هي سَبَب الأفُول…
فإذا قُرِعَتْ بِشِدَّةِِ الطُّبول
فهي حتما للصَّمت تَؤُول…
الأديب شُعلة التنوير بين الشِّلَّة..
وتَغْيِيبُه انحطاطُُ للقوم بِعِلَّة..
ومهما غَيَّرت القَصيد من حُلَّة:
يظَلُّ الوعْي مَرْتعا للفِكر وفلسفة للأذهان..
فما ضخامة الأبدان أو الخنوع والإذعان…
إلا علامة على الدُّنُو من مآل العميان…
وبيننا الأيام بما ستُفصح عنه من برهان.
ذاك المساء…
أخذتُ قلم الرصاص بِقَصْد…
أرسم به وَتَر التصحيح بِعَمْد..
فحضر عندي رُقِيُّ التّعالي.
وشدَّني سمُوََّا كيْ لا أبالي…
وهكذا وضعتُ نقطة الانتهاء..
على تجَمُّع أرَدْتُ له … الارتقاء
هذا المساء…
أخذتُ المِقَصَّ أُدشِّنُ خَطْوا جديدا…
تجاوزا للخبيث والجاهل العنيد…
وتأطيرا للخوارج في مُسْتنْقع التَّنديد…
قديما أخبرونا بشجاعة:
إذا أُسْنِد الأمْر لغير أهْلِه، فَ…
انتظر الساعة.