“حين يتكلّم الشّاعر” قصيدة للشاعرة : سامية بلقاضي
هَلْ أَتَاكَ حَدِيث شَاعِرٍ
وُلِدَ من قَلْبِ العَاصِفَةِ
مُثْقَلًا بالخَيالِ…
يُحْيِي شَغَفَهُ ضَجِيج المَطَرِ
تَنْسَكِبُ رُؤَاهُ كَالفَرَحِ عَلى وَجْهِ الحَيَاة
تَترَنّحُ كلِمَاتُه …
تَتَرَاقَصُ …
تَتَمَايَلُ…
يَضُجُّ صَدَى إيقاعِهَا
صَخَبًا فِي أَرْوِقَةِ الحُلْمِ
شَاعِر يَعْلُو صَوْتُه دُونَ خَوْفٍ
تَسْتيقِظُ المَدِينَةُ فِي غُلْوَاءِ اللّيلِ على خُطَاه
شاعِر حِينَ يَعْزِفُ سُمْفُونِيَّتَهُ المَجْهُولَةَ
يَتَرَجَّل النَّائِمُونَ عَنْ صَهْوَةِ أَحْلَامِهِمْ
يَهْجُرُونَ مَلَاذَ نَكْبَتِهِمْ
يَتَّبِعُونَ خُطَاهُ
هَذِي رُوحهُ تَتَرَنَّحُ فَوْقَ الظِّلالِ
تَرْسُمُ خَارِطَةَ الكَوْنِ
هَذَا ضَجِيجهُ يَكْسِرُ الصَّمْتَ
يَفْتَحُ جُيُوبَ اللّيلِ
يَمُدُّ جُسُورًا نَحْوَ المَدَى
هَذَا ضَمِيرُهُ يُوقِظُ الضَّوْءَ المَنْسِيَّ
خَلْفَ جُدَرَانِ الأيَّامِ..
هكَذا يَتَكَلّمُ الشَّاعِرُ عابِرًا كُلَّ الفُصُولِ
وَبَيْنَ أَنَامِلِهِ قَصَائد ضَالّة
أنْكَرَهَا الزَّمَان
سامية القاضي / ديوان بنات الخطيئة