سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثاني تستضيف الشاعر عبد الصمد الصغير إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي

سلسلة: “شاعر وقصيدة” الجزء الثاني
إعداد وتقديم: ذة أمنة برواضي.
الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة السادسة مع الشاعر: عبد الصمد الصغير
السيرة الذاتية:
الشاعر عبد الصمد الصغير من مواليد تطوان بالمغرب في عام 1973
. بدأ الشعر صغيرا ونشر أول قصيدة وهو في الرابعة عشر من عمره
نشر مئات القصائد في المنابر الوطنية والعربية ، وشارك في العديد من المهرجانات والأمسيات الشعرية.
ترك الشعر في نهاية التسعينيات ثم عاد إليه في 2018
أنجز أطول قصيدة في العصر الحديث بأكثر من ألف بيت من نفس البحر والقافية
يكتب الشعر على جميع البحور الخليلية بلا استثناء ، وله بحر جديد ابتكره ويكتب عليه ، سماه (الوارف)
أصدر ديوانه الأول (غريبا أطل الهوى) 2020 عن دار النشر المصرية نبضات عربية، وديوانه الثاني (فاكهة الغرام) 2022 نفس الدار؛ والديوان الثالث (متى يقوم من أنقاضنا الرجل) قيد الطبع بنفس الدار، ولديه خمسة عشر ديوانا ينتظر دوره في الطبع

القصيدة:
…. أنفاس الشعر

===== مَـشى طَـيْفُـها مَـعِي =====

وَ تِـلْكَ الَّتي الْإِقْـبـالَ وَالْحُـبَّ تَـدَّعِي
إِذا ما تَـراجَـعَتْ مَـشى طَيْـفُـها مَـعي

مَـلـيءٌ بِـحُـبٍّ لا يُـفـارِقُ مَـحْـضَـري
حَـرامٌ وَ عَـيْبٌ أَنْ تَخـافِي وَ تَفْـزَعِـي

وَحُـبٌّ تَـجَـلّى فـيـكِ قَـبْـلَ حُـدوثِـهِ
وَقَلْبٌ يُناجيكِ الْهَوى ، قَضَّ مَضْجَعِي

فَكَيْفَ الأَقـاحي تُخْرِجُ الزَّهْرَ راقِـصاً
وَ كَيْفَ الَّتى أَهْوى تَرى حَيْثُ لا تَعِي

أَنـا عاشِـقٌ خِـفٌّ … وَ طَـوعٌ بِنَـظْـرَةٍ
وَ نَـبْـضي بَـيـانُ مـا أَقـولُ وَ أَدَّعِـي

أَنا طـالِبٌ قُـرْباً … فَرِفْـقاً بِلَـوْعَــتي
وَ هَـيَّـا إِلـى حُـبٍّ … وَ لا تَـتَمَـنَّـعِـي

تَعـالَيْ بِقُـرْبي … بـاشِـريـني بِفَـرْحَـةٍ
وَ رُدِّي شَبـاباً فيكِ يَسْـعى .. تَـمَتَّـعِي

وَقُومي وَفي الْقَلْبِ اقْفُلي كُلَّ حُجْرَةٍ
عَلَيْـنا ، خُـذي شَـأْنَ الْهَـوى وَ تَـرَبَّـعِي

عَلى عَـرْشِ أَصْحـابِ الْعُـلا وَ مَليـكَةً
وَ حُكْـمُكِ في الْوِجْـدانِ هَلّا تَشَفَّـعِي

كَـلامٌ كَـثـيرٌ حـائِـرٌ … كَـيْـفَ قُـلْتَـهُ؟
وَكَيْفَ انْتَهى كُلُّ الَّذي فيكِ مَصْرَعِي

مَجـانيـنُ قَـلْبِي أَخْـبَـرُونِي بِما تَـشي
عُيونُ الْمَها رَمْشاً طَوى كُلَ مَا مَـعِي

وَ خِـصْـرٌ نَحيـلٌ … أَقْـتَفـيهِ مُثـابِراً
وَ عَـيْني رَأَتْ حَُلْمـاً وَ فيـهِ تُـطـلُّـعِي

أُحِـبُّ الْأَمـانِـي كَـاللَّيـالِـي مَـسيـرَةً
إِلى حَيْثُ فَجْـرٌنا إِلى حَيْثُ ما نَـعِي

سَأُمْـسِكُ في حُـبٍّ وَ أَنْـصُـرُ عاشِـقاً
وَ أَتْـرُكُ بـاغِيـاّ ، وَ أَشْـرِمُ مَـجْـدَعِـي

غَـرامُكِ خَـيْـطٌ في حُـروفي مُـطَـرَّزٌ
بِـماءِ الْجَـوى مِنْ ناطِـقٍ عَنْـكِ أَبْـدَعِ

سَـأَحْـمِلُني في غَيْـمَةٍ فيـكِ أَمْـطَرَتْ
لِأَنْـبُـتَ أَزْهـاراً تَـليــقُ بِـمَـطْــلَـعِـي

كَـكُـثْبـانِ رَمْــلٍ فـي رِيـاحٍ تَـغَــيَّـرَتْ
مَـشـاعِــرُنـا هَــبَّـتْ بِـوَهْـــمٍ لِـتُــبَّـعِ

سَـأَظْـهَـرُ غَـرْبـاً فـي شُـروقٍ وَ أَدَّعي
نَـبِـيّــاً رَأَيْـتُـهُ بِــــدارِي … وَ أَدَّعـي

بَـقـايـا كَــلامٍ يَـنْـبَـغـي حيـنَ لَـوْعَـةٍ
سَيَـبْقـى فُــؤادي زاخِـراً فَـتَبَـضَّـعِي

وَفـاءً وَ عِـشْـقـاً سـاخِـنـاً راغِـبـاً بِـنا
خَـليـطَيْـنِ … مِـنْ تَـغَـزُّلٍ وَ تَّـضَـرُّعِ

سَأَسْتَسْهِلُ الصَّعْبَ الَّذي حَيَّرَ الْوَرى
وَ أَتْـــبَعُـهُـمْ حُـبّـاً بِـقَـلْـبـي المُـصَدَّعِ

وَ أَسْتَـصْعِـبُ السَّهْـلَ الْكَـثيرِ تَـقَـبُّـلاً
لِـكَيْ لا أُسيءَ الظَّـنَّ فـي أَيَّ مَجْـدَعِ

سَـأتْـبَـعُ قَـلْبـي مُـسْـتَخيـراً وَ نـافِـلاً
فَـعُـودي بِـلا شَـرْطٍ وَ لي فَتَواضَعي

وَ رُدِّي عَلى سُؤْلِ الصِّحابِ وَإِخْوَتي
أَعِـدِّي الفُـؤادَ دافِـئاً حَـيْثُ مَخْـدَعِي

سَـأَنْـقُشُ حُـبَّ اللّٰـهِ ذِكْـراً بِلَـوْعَـتي
صَـلاةً وَ أَشْـعـاراً عَـسـى تَـتَـوَرَّعـي

أَيا خَلْقَ مَنُ أَهُوى وَ مَا يَنْـتَهي غَداً
سَـأَدْعـوكِ لِلْإِمْـعـانِ حُـبّاً لِتَـسْمَـعِي

حَفيفَ الْهَوى طَيْراً بِغُصْنٍ وَقَدْ عَنَى
زُلالَ الْهَـوى ، كَيْ تَـرْتَـوينَ ، لِتَرْتَعِي

فَـأَيْـنَ دَليلُ الـشَّـكِّ؟ أَيْـنَ الَّـتي تَـرى؟
وَكَيْفَ الرُّؤى في عاكِفٍ عِنْدَ مَضْجَعِي

رُوَيْـداً لِـصُـبْـحٍ مُـرْهَـقٍ … فـاقِـدٍ لِمـنْ
يُـريـدُ الَّـتـي تَـأْتـي بِـلا لَـغْـطِ صُـدَّعِ

نَـمـا حُـبٌـنـا حُــرّاً وَ صِــرْنـا كَـقِـصَّـةٍ
سَـيَنْـشُـرُهـا جـيلٌ لِنَـسْلي وَ مَـفْـرَعي

أَيـا حُبَّـنا … في لَـفَّـةٍ كَيْـفَ يَنْـتَهـي؟
وَ يـا وَيْحَـهُ مِـنْ حـائِـرٍ عِنْـدَ مَتْـرَعِي

أَلا فَـاصْـبِحـي يَـوْمـاً عَـلى لَهْـفَـةٍ إِلى
حَـنـايـا فُــؤادٍ مُـسْـتَـهامٍ وَ مُـفْـجَـعِ

وَ دَوماً أُنـاجي بالْهَوى مَنْ تُرى رَمى
دَهـاءً وَ شَكّـاً كَيْ تَخـافي وَ تَفْـزَعِي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.